طلبت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد من وزارة الصحة سرعة التحقيق ، في أسباب عدم إنجاز مشروع مستشفى الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة خلال مدة العقد ، وتحديد المسؤولية تجاه المتسببين ، مع اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمعالجة تبعات التأخير ، علما بأنه تمت ترسية المشروع بتاريخ 25/ 1/1429 أي قبل أربع سنوات ، وهي المدة التي تم فيها إنشاء برج الشيخ خليفة في دبي ، وهو أعلى برج في العالم ، ورغم أنه تمت إضافة سبعة شهور على مدة العقد وهي ثلاثون شهرا إلا أنه لم ينجز بعد ، ولمعلومية الهيئة العامة لمكافحة الفساد ، فهذا ليس المشروع المتعثر الوحيد ، فهناك عدة مشاريع مستشفيات متعثرة ، أذكر منها : مستشفى شرق الرياض وله أكثر من ست سنوات ولم ينته بعد ، ومستشفى سكاكا 500سرير ، وبلجرشي 500 سرير ، ومستشفى شرق جدة 300 سرير ومستشفى شمال جدة 500 سرير ، ولابد أن لدى القراء معلومات عن مستشفيات متعثرة أخرى ، ويحدث هذا في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من عدم قدرتهم على زيارة طبيب يفحصهم أو سرير ينومهم ، بل لا يجدون إسعافا سريعا إذا اضطروا إلى اللجوء لقسم الطوارئ ، وواحدة من المرضى شكت لي أنها أمضت أربع ساعات في قسم طوارئ أحد المستشفيات الحكومية دون أن يعالجها أحد نتيجة الازدحام الشديد على القسم ، واضطرت بعد ذلك للذهاب لمستشفى أهلي ، وهي ما زالت فيه ، هذا علما بأن الدولة تكفلت في نظامها الأساسي بالرعاية الصحية للمواطنين وعلاجهم مجانا ولكننا لا نلوم القيادة ، بل يقع اللوم على من أنيطت بهم مسؤولية التنفيذ ، فهل نأمل من الهيئة العامة للفساد أن تستقصي أسباب التعثر في المستشفيات المذكورة؟