اكتسبت محاولة اغتيال رئيس الهيئة التنفيذية في (القوات اللبنانية) سمير جعجع في حديقة منزله أول من أمس بعدا خاصا وخطرا في مرحلة تعمّ فيها الفوضى السياسية ويسود عدم وضوح الرؤيا وسط ما يجري على الساحة العربية من ثورات وانتفاضات، وخصوصا أن جعجع يتبع منذ فترة خطابا قويا مؤيدا للمعارضة السورية، وقد جذب خطابه في هذا الشأن ليس الشارع المسيحي فحسب وإنما الشارع السني أيضا وخصوصا جمهور "تيار المستقبل". وإذا كان فريق من اللبنانيين من خصوم جعجع السياسيين يشكك بعمق في الرواية التي قدمها "الحكيم" في مؤتمره الصحافي، فإن أوساطا مقربة من التحقيق تشير ل"الرياض" بأن المحاولة " أكثر من جدية وهي مدروسة بطريقة تقنية وفنية دقيقة". وأشارت المعلومات ذاتها الى أن " جعجع الذي كان يسير مع بعض الشبان في حديقة منزله في معراب المحصّن سمع إطلاق رصاصتين في اتجاهه وكانت الرصاصة الأولى بحسب المعلومات ذاتها تهدف الى كسر الزجاج العازل الذي يحوط الحديقة في ما هدفت الرصاصة الثانية الى قتله". وقد عاينت الأجهزة الأمنية مكان الحادث وأفادت مصادر "أن جعجع نجا بأعجوبة". من جهتها قالت مصادر في القوات اللبنانية ل"الرياض" إن "جعجع مستمر في خطابه ذي السقف العالي وأن أي محاولات للترهيب لن تنفع" لكن هذه المصادر حذرت "من عودة زمن الاغتيالات مجددا". وأمس تابع جعجع تلقي الاتصالات المطمئنة، واتصل المطران بولس صيّاح برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع باسم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مستنكراً محاولة اغتياله. ودان وزير المال محمد الصفدي في بيان اصدره "اطلاق النار الذي تعرض له الدكتور سمير جعجع ورفض أي محاولة للعودة إلى استخدام العنف في الصراع السياسي". وقال "لبنان يقوم على التنوع ونظامه يكرس حق الاختلاف في الرأي، ومهما بلغت درجة هذا الاختلاف فإن الدستور والقوانين والأعراف تصون حرية الرأي والمعتقد ولا أحد يقبل أو يبرر اللجوء إلى العنف لإلغاء الآخر". وأكد الصفدي "أن أي طرف سياسي لن يرضى بعودة مسلسل الاغتيالات وتعريض السلم الأهلي للخطر وعلى الجميع أن يدعموا الأجهزة القضائية والأمنية في مهمتها لقطع يد الفتنة ومنعها من ضرب الاستقرار وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء".