لاشك أن نجاح أي قطاع من قطاعات الدولة يقوم على وجود تفاعل إيجابي بين جزئيه العام والذي تمثل أجهزة الدولة وفي مقدمتها الوزارة المختصة وبقية المؤسسات والهيئات الحكومية والأكاديمية ذات العلاقة مع جزئه الخاص والمتمثل في الشركات والمؤسسات والأفراد العاملين في هذا الحقل. وقطاعنا الزراعي أحد النماذج التطبيقية لهذه النظرية وقد عايشت شخصيا حالة الانفصال والتباعد (التفاعل السلبي) بين جناحي هذا القطاع لفترة من الزمن عندما كان كل يغني على ليلاه وكانت القرارات الرسمية تنزل على رؤوس المزارعين مثل الصواعق وتجعل الجميع في حال من الترقب والخوف من القادم. ولكن من مبدأ الانصاف وقول الحقيقة المجردة ان هذا الوضع اصبح من الماضي وان وضع الوزارة (الزراعة) اليوم مع بقية القطاعات الحكومية ذات العلاقة بالمزارعين في افضل حالته من حيث التفاعل الإيجابي فاللقاءات والمبادرات من جانب الوزارة لكل أطياف المجتمع الزراعي وتخصصاته والزيارات الميدانية لمعالي الوزير لمناطق الانتاج وخلال فترات قصيرة لا تتجاوز الأشهر القليلة وفتح أبواب الوزارة على مصراعيها للجميع صار أمراً طبيعياً وما كان ذلك ليحدث الا بعد توفيق الله اولا ثم الاختيار الموفق لشخص الوزير ولوضوح الرؤيا لديه مع بقية مساعديه. وانني لا اعني بذلك ان الوضع الزراعي أصبح مثالياً او ان كل أحلامنا وأهدافنا قد تحققت ولو فهم ذلك لخرج ما قصدت عن معناه لأن الأهداف والطموحات لا تنتهي وهي لها صفة الديمومة مثل ديمومة الحياة الى ان يرث الله الأرض ومن عليها ولكن أحببت أن أشيد بأسلوب العمل والفهم الصحيح لدور أجهزة الدولة التي وضعت لخدمة المجتمع وتقدمه. وانني على يقين ان النتائج والثمار سوف تنضج والحصاد سيكون وفيرا ان شاء الله فليبارك الله الجهود ويسدد الخطى لكل ما فيه خير هذه البلاد قال تعالى {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}... الآية. ٭ رئيس اللجنة الفرعية للجمعيات الزراعية بغرفة الرياض