في مطلع هذا العام توصلت تجربة بحثية نووية لواحد من أكبر المختبرات فى العالم إلى اكتشاف جسيمات ذرية تتجاوز سرعتها سرعة الضوء.. وهذا الخبر - الذي احتفظت به في كمبيوتر - أوردته وكالة نوفوستي الروسية ونشر في عدد من المجلات العلمية وأكده العلماء في مركز سيرن الأوربى للتجارب النووية.. ففي هذا المركز الضخم (والذي يتضمن نفقا دائريا هائلا تحت الأرض بين سويسرا وإيطاليا) اكتشف العلماء جسيمات ذرية قطعت مسافة 730 كلم بسرعة تجاوزت سرعة الضوء بكثير.. وهذا الخبر - لمن يعرف الفيزياء جيدا - ليس غريبا فحسب؛ بل وثوريا ويكاد يعصف بكل ما هو متفق عليه في مجال الفيزياء والفلك.. فمن الثوابت المعروفة في علم الفيزياء ان الضوء هو السرعة القصوى في الكون (ويقترب من 300 ألف كلم في الثانية). ومنذ ظهور انشتاين بنظريته النسبية في النصف الأول من القرن العشرين اصبح هذا الأمر من المسلمات العلمية الراسخة.. ولكن في عقد التسعينيات ظهرت على استحياء اصوات تدعي ان هناك اشعاعات وموجات تتحرك بسرعة تفوق سرعة الضوء. كما اتضح أن الكون يتوسع بصورة أسرع كلما اتجهنا نحو أطرافه البعيدة - لدرجة الوصول إلى مستوى يتجاوز سرعة الضوء حيث يستحيل بعدها رؤية أو رصد أي شيء.. أضف لهذا أن العلماء في معهد NEC في نيوجرسي أعلنوا (قبل التجربة الأوروبية بعقد كامل) عن معادلات رياضية جديدة ترجح وجود ما هو أسرع من الضوء.. ولكن رغم سلامة المعادلات - من الناحية الرياضية - إلا ان الوسط العلمي وقف ضدها في ذلك الوقت وأكد عدم صلاحيتها في عالم الواقع (ونشر الخبر حينها في عدد الثلاثاء من مجلة نيتشر يوليو 2000)!! وأذكر بهذه المناسبة أنني (أيام كنت أكتب عن مظاهر الاعجاز القرآني) كتبت مقالا استعرضت فيه بحثا قدمه الدكتور منصور محمد حسب النبي استنبط من خلاله سرعة الضوء من القرآن.. وقد اعتمد في بحثه (الذي نشر حينها في مجلة الاعجاز العلمي) على قوله تعالى: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون)، وقوله تعالى (ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون).. فبالاعتماد على طول السنة القمرية خلال ألف سنة بحساب البشر.. وبالاعتماد على أطراف أخرى في المعادلة (يضيق المقال عن تفاصيلها).. يتوصل الدكتور منصور في النهاية الى أن سرعة الأمر الإلهي يساوي 299,792 كم في الثانية.. وهذه النتيجة تكاد تتطابق مع ما توصل إليه العلم الحديث من أن سرعة الضوء تقل قليلا عن (300,000 كلم في الثانية).. وبناء عليه (يُفترض) أن نفهم من سورة السجدة أن الضوء هو السرعة القصوى في الكون والسرعة التي ينطلق بها الأمر الإلهي بين الارض والسماء! .. ولكن.. رغم المآخذ الكثيرة على بحث الدكتور منصور (ومن أهمها تجاهله لوجود آية أخرى تتحدث عن يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) إلا أن عدم توافق بحثه مع هذه الآية بالذات قد يعود الى وجود ما هو أسرع من الضوء فعلا.. فهذه الآية جاءت في سورة المعراج ويقول فيها الله سبحانه وتعالى: (تَعْرُجُ الْملَائكَةُ وَالرُوحُ إلَيْه في يَوْم كَانَ مقْدَارُه خَمْسينَ أَلْفَ سَنَة).. وفي حال ثبوت سلامة المعادلات التي قدمها الدكتور منصور في مجلة الاعجاز (والتي اعتمدت على ألف سنة مما تعدون) فهذا يعني فعلا وجود ما هو أسرع من الضوء بخمسين مرة على الأقل!!