هكذا عبارة أو ما يقاربها من المؤكد أن جماهير الهلال بل جماهير الوطن ستكون رددتها حين رأت بعيونها المفتوحة المحايدة إبداعات ياسر القحطاني في ملاعب الإمارات الشقيقة مع العين الذي شق طريق الصدارة بهمة، واقتدار متقدماً على أقرب منافسيه بفارق تسع نقاط قبل خمس جولات من انقضاء الدوري، وهو أي العين الفريق الذي ظل حبيساً للمراتب المتأخرة في سلم الترتيب الموسم الفارط بل كان في وضع فني لا يحسد عليه إلا أن الفكر الإداري المحترف استطاع أن ينهض بالفريق من كبوته تلك ويعيد توهجه من جديد حين أجرى العديد من العمليات الإصلاحية في الأجهزة الفنية بحضور الروماني كوزمين، وبعدد من العناصر الفاعلة كالغاني جيان، والروماني رادوي، والسعودي الدولي ياسر القحطاني فتبدلت الكثير من أوضاع العين، وتغيرت ملامح تشكيلته، وأدائه داخل أرضية الميدان فعاد فريقاً يؤدي كرة جميلة ممتعة يتخللها الجمل التكتيكية المتناسقة، والإبداعات المهارية التي صنعت فريقاً يسجل، وينتصر، ويتصدر بل أضحى قريباً من اللقب أو على بعد خطوات قليلة منه. نجاح العين الاماراتي لم يكن محل اهتمام، ومتابعة عشاقه فحسب بل كان الكثير من عشاق الكرة لدينا ينتظرون تجربة احترافية ناجحة للمهاجم الدولي ياسر القحطاني لأنهم يدركون ما يمتلكه اللاعب من قدرات فنية عالية، وعقلية احترافية فذة قد لا تتوفر في العديد من اللاعبين إلا أن الظروف التي أحاطت باللاعب، والأجواء المشحونة، والهتافات المسيئة أفضت إلى تراجع في مستواه وهو نتاج طبيعي لما تعرض له اللاعب من ضغوط قابلها بالصبر إلى أن جاء قرار الإداري الناجح الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس الهلال بإعارة اللاعب للعين الإماراتي ليخوض تجربة احترافية على سبيل الإعارة على أمل أن يجد أجواء مناسبة تخلق له الكثير من فرص النجاح، والعودة لطريق النجومية من جديد فكانت تلك المنهجية في محلها حيث وجد اللاعب منذ قدومه للعين كل الترحيب، والحفاوة حتى عاد مع توالي المشاركات لتقديم نفسه بصورة زاهية، وجميلة تعكس ما لدى اللاعب من قدرات، وتكشف حجم النجاح الإداري في الناديين الشقيقين الهلال السعودي، والعين الإماراتي. نجاح اللاعب ياسر القحطاني يعد نجاحاً لكل الرياضيين بالتأكيد لأنه يكشف مقدرة اللاعب السعودي، وقيمته الفنية خصوصاً البعض منهم، كما أنه يتيح الكثير من الفرص لعدد آخر من اللاعبين لخوض تجارب احترافية أخرى قد يكون حليفها النجاح، والتميز كما حدث في قصة المكافح ياسر القحطاني، وكم تبدو الحاجة ماسة لدينا لإعطاء المزيد من الفرص لعدد من اللاعبين لعل مثل تلك التجارب تساهم بشكل أو بآخر بتطوير اللاعب السعودي من مختلف الجوانب سواء الفنية أو المهارية أو الاحترافية باعتباره يخوض تجربة جديدة بعيدة عن الأجواء المحلية المشبعة بالمشاحنات التي أثرت كثيراً على العطاءات الفنية داخل المستطيل الأخضر.