أوصلها طموحها إلى أن تحتل مكانها في لوحة شرف الجنادرية خلال مسيرة إبداعية قصيرة مع الشعر توّجتها بأوبريت "قبلة النور" الذي سيرى النور في الدورة المقبلة من مهرجان الجنادرية، عشقت الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي وبقي الشعر هو مصدر تألقها ونجوميتها، الشاعرة نجلا بنت جمال المحيا "معتزة" تتحدث في هذا اللقاء عن مشوارها مع الشعر ونظرتها للإبداع وعن حضورها في الجنادرية: * بداية حدثينا عن أوبريت الجنادرية (قبلة النور)؟ - هذا شرف لي ولكل مواطن سعودي رجلاً كان أم امرأة يجري في دمائه الولاء والحب لهذا الوطن الغالي فأنا لست إلا بنت هذا الوطن ولا أريد إلا أن أوفي أقل ما يمكن من حقه علينا، أشكر والدي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أعطى الفرصة للجميع ووفر لأبناء الوطن كل وسائل النجاح والإبداع جعله ذخراً لنا والمسلمين، وأشكر صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله رئيس الحرس الوطني على إعطائه الفرصة للمرأة السعودية ودعمه لإبراز دورها الأدبي في أضخم محفل وطني "أوبريت الجنادرية"، حيث كانت لفتة كريمة من سموه، ومهما تحدثت عن سموه لا أجد من عبارات الثناء والتقدير ما يوازي ما قدمه من دعم كبير ومتابعة لهذا المهرجان العظيم الذي وصل إلى العالمية بمختلف الأبعاد. * كيف كانت ردة فعلك عند تلقيك خبر المشاركة؟ - شكرت الله سبحانه وسجدت له الذي شرفني بهذا الشرف الذي سأفخر به ما حييت، فقد غمرتني السعادة والحماسة وفرحت أكثر عندما علمت بمشاركتي في الأوبريت مع الشاعرة مستورة الأحمدي - رحمة الله عليها - حيث أنه بمثابة تكريم لها ولأبنائها بعد وفاتها ويعد رمزا تكريمياً لكل امرأة سعودية أبدعت في مجالها سواء أدبياً أم علمياً، فلا يُستغرب ذلك من وطن عظيم وملك كريم حفظه الله لنا. * هل شعرت بثقل المهمة خصوصاً وأن تكليفك جاء بمشاركة شاعرة أخرى؟ - أكيد، فقد دعوت الله أن يسهل عليّ ذلك وكتبت بما جاد به قلمي، فمهما كتبنا تبقى الكلمات متواضعة في وطن أعطانا الكثير، أما مشاركتي مع الشاعرة مستورة - يرحمها الله - كانت محمسة لي، وبالتوكل على الله لا شيء يصعب، الحمد لله الذي سهل علينا تلك المهمة. * طبعاً قرأت نص زميلتك مستورة الأحمدي - يرحمها الله - قبل أن تكتبي الأبيات الخاصة بك؟ - نعم قرأته مراراً حتى يستوعبه عقلي ويتشربه وجداني وأستطيع أن أوفق بينه وبين نصي ليكون منسجماً بالأفكار متلاحمة وبروح واحدة، والجميل أن هناك أفكارا بعضها قريب من بعض كثيراً. خالد العليان * ما ردة فعلك عندما علمتِ بتأجيل الأوبريت؟ - أولاً نحن أبناء المملكة نثمن عالياً قرار المليك في إلغاء الأوبريت لهذه السنة تضامناً وتعاطفاً لجراح الشعب السوري فهو قرار عظيم من ملك حكيم، وقد تعودنا من سيدي خادم الحرمين الشريفين أن همّه يتجاوز حدود الوطن إلى كل البلاد العربية والإسلامية بل للإنسانية جمعاء، ونسأل الله سبحانه أن يحقن الدماء في سوريا وفي بلاد المسلمين وكل مكان، وكما ذكر سمو الأمير متعب بن عبدالله سابقاً في الإعلام أنه سيتم ترحيله للسنة المقبلة بإذن الله حيث أصبح عملاً جاهزاً ومكتملاً في انتظار أن يعرض المهرجان المقبل بإذن الله. * هل لنا أن نعرف تفاصيل أكثر عن هذا العمل وعناصره ومكوناته الفنية لاسيما وأنه تردد أن هناك لوحات جديدة وهناك حوار ودراما ودور بارز للطفل؟ - العمل بشكل كامل هو عمل المهرجان وليس من المناسب أن أتحدث عنه وأنا أحد الذين تشرفوا بالمشاركة فيه، ولو قُدِّر للعمل أن يظهر أو يُعرض لكان هناك فرصة للحديث عن جميع جوانبه، ويهمني هنا أن أشيد بدور الملحن القدير الأستاذ خالد العليان وما بذله من جهد واستشعار للكلمة والإحساس بمضامين ورسالة كل لوحة، أما بقية الجوانب فأرى أنه من المناسب أن يراها الجمهور في المهرجان القادم بمشيئة الله. * على المستوى الشخصي متى بدأت كتابة الشعر ومن شجعك؟ - بدأت كتابة الشعر في الرابعة عشرة من عمري، ولم ألق التشجيع إلا متأخراً، حيث لم تكن عائلتي قد استوعبت موهبتي فيما أكتبه من أشعار وقصائد، فقد كانوا يحسبون إني آتي بها من المجلات والجرائد وألقيها عليهم كما لو كانت لي، لكن بعد فترة شبه طويلة آمنوا بقدرتي على الكتابة وبجدارة حينما أبلغتهم المدرسة بموهبتي التعبيرية في مادة التعبير على الأخص، ولا أنكر أن القراءة لها أكبر الفضل علي بعد الله سبحانه في إبراز الموهبة. * وماذا عن مرحلتك الأكاديمية؟ - أنا حالياً في السنة النهائية في كلية الحقوق "قسم القانون"، حاصلة على شهادة دورات من معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية. * هل لديك هوايات أخرى غير الشعر؟ - الفن التشكيلي يشدني لكني لست بارعة فيه ولدي محاولات عدة، فالألوان كالكلمات يمكنك رسم إحساسك والتعبير من خلاله وأيضاً التصوير الفوتوغرافي، فالهوايات تكسر الروتين ومفيدة للحفاظ على التوازن النفسي للإنسان. * وماذا عن طبيعة كتاباتك الأدبية؟ - أكتب في الشعر العمودي والتفعيلة ولي تجربة في الشعر الحميني وهناك كتابات نثرية في موضوعات اجتماعية ووجدانية ورياضية مثل قصيدة "الموج الأزرق" التي تغنى بها الفنان راشد الفارس من ألحان الأستاذ ناصر الصالح. * ما أول قصيده مغناة لك؟ - "شموخ عزي" للفنانة أصالة وأعدها الأقرب لي. * هل هناك فرق بين قصيدة الرجل وقصيدة المرأة؟ - الوجدان والشعور غير مصنف بجنس (رجل أو امرأة) بل هو مطلق، وهناك شاعرات على مر صفحات التاريخ أثبتن وجودهن شعرياً حتى الآن، ولا أتفق مع من يقول عكس ذلك، كما لا نغفل أن مجالس الرجال قد تكون عاملاً للاستفادة وإبراز الموهبة لدى الرجل حيث إنها بيئة خصبة تؤثر تأثيراً مباشراً في تنميته وشد ساعده الشعري، وكذلك لا نغفل أيضاً طبيعة حياتنا الاجتماعية واحترامنا لها، فبروز المرأة كشاعرة أعده إنجازاً لأنها تفتقد للبيئة الشعرية ومع ذلك استطاعت أن تضيف للشعر. * مَن مِن الشاعرات اللاتي أحببتي شعرهن؟ - من الجاهلية وصدر الإسلام الخنساء وليلى الأخيلية ومن نجد قديماً مويضي البرازية وأيضاً جدة الدي لأبيه هيا درويش منصور الريس الأخت غير الشقيقة لأمير الرس في القصيم في ذلك الحين حسين العساف الأول (أخو صلجا)، واسمحوا لي بأن أورد عدة أبيات من قصيدة لها "يرحمها الله" حيث قالت: علم لفانا يا يبه علّق البال.. ودعى دموعي فوق خدي ذرايف من يوم جانا العِلم والقلب مشتاق.. أو نويت أباري موحيات النكايف طلعت نصف الليل والصبح مابان.. وأنا على الفرقى كثير الحسايف قعدت أدير الدار والدمع همّال.. يا لايمي يا مال فرقى الولايف. * كلمة أخيرة توجهينها للقراء؟ - أود أن أقول لأبناء وبنات وطني الغالي أنهم هم الثروة الحقيقية لهذه البلد، ليبدع الجميع في مجاله ويتقن عمله لنستفيد ونفيد ديننا ووطننا وبعضنا وغيرنا، وأن نتمسك بديننا الذي هو عصمة أمرنا قبل كل شيء، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، شاكرة للجميع وقته في قراءة هذا الحوار.