إيقاف معالي وزير الإعلام لإحدى القنوات الفضائية بسبب نزعتها العنصرية خطوة في الطريق الصحيح ...,خاصة مع ارتفاع وتيرة الطرح العنصري بشكل ممجوج ومقيت ...,بعضنا اخترق مجالات الاقليمية وبات ينفخ بقوة في أطر الجذور لكل مواطن ...,نعم من يحمل الجنسية السعودية يعتبر مواطنا سواء أكانت جذوره متأصلة في تراب بريدة أو الساحل الشرقي أو جبال أجا وسلمى أو هضبة نجد أو كان قادما مع قوافل الحجاج وبقي في الوطن وحصل على جنسيته... إشكالية البعض أنه بات يتعامل مع المواقف برؤية عنصرية حادة ومباشرة لدرجة أن بعضنا يستمتع بإعادة المواقف وتحليل الرؤية الثقافية لجذور هذا أو تلك ...! تلك النزعة ليست خطرة في شكلها الظاهر ولكن في تأصلها في وجدان الجميع فنحن نريد أن نتخلص من مظاهر القبلية والتفاخر بين القبائل كي لانصل إلى ظاهرة أخطر وهي التقسيم الجغرافي والانتماء وفق جذور الفرد وإن كانت لسابع جد... في كل دول العالم المتقدم نجد أن التعامل مع الفرد يكون وفق إنتاجه ووفق قدراته ووفق خدمته لوطنه دون الاهتمام بجذوره الاجتماعية وإن حصل تمييز عنصري فيكون على مستوى الأفراد وليس المؤسسات وفي الوقت نفسه لاتحتضنه المؤسسات الثقافية بل ترفضه بقوة ... تلك الحالة مخاطرها في واقعنا الاجتماعي كبيرة فنحن نتوزع على جغرافية كبيرة وتتباين في الكثير من معطياتها الاجتماعية والثقافية والثروات وتبقى في الواقع جزءاً من وطن واحد هو المملكة العربية السعودية...,إلا أن البعض تعامل مع ارتفاع سقف الحرية وتنوع مصادر الإعلام وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي التي أتاحت الفرصة للتغريد والتحليل وإبداء الرأي ولكن وفق منهج الإقصاء من خلال لغة عنصرية قد تكون عواقبها مستقبلا أكبر مما يلوح في أفقنا القريب... البداية كانت في إقصاء الرأي الآخر في المسائل الدينية الشرعية والآن اتسعت لتشمل الكثير من المسائل وإن بقي على رأسها الرأي الشرعي... الحال تفرض على أصحاب الفكر العمل على إذابة الجميع في أطر وطنية ووحدة وطنية ترتكز على الانتماء للوطن وليس الاقليم او القبيلة او المستوى الاجتماعي .. قد يقول البعض إن العنصرية جزء من ثقافة حتى المجتمعات المتقدمة أقول نعم ولكن تلك العنصرية لاتجعل من اصحاب السلطة توظيف اأبنائهم وأبناء قراهم، ولاتجعل من العلم الشرعي خصوصية لإقليم دون غيره، ولاتسمح بإقصاء الآخر ولاتقيس الأهمية للفرد بانتمائه القبلي ولكن بمنجزاته في مجالات العمل والإنتاج ..