الكتاب: لسان النار، ديوان شعر، أحمد الشهاوي، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 2005. د.صلاح فضل: شاعر يعشق الحرائق ويحرق المراحل، يبلغ نضجه ولما يتجاوز أربعينيات عمره. لا يخرج عن دائرة الأنثى التي تمتزج بأمومة الكون، وتعتلي سدرة الإبداع، وتستأثر عنده غالباً بكاف الخطاب. يتوغل في تشعير أطيافها، وتشكيل عوالمها، وطرح رؤاه المتحولة برفق على شاشتها الوضيئة المعتمة. وهو لا يفتأ ينهل دون ارتواء من بئر التراث الروحي، ويعزف في الآن ذاته نبرات الإيقاع العصري، فلا تدري إذ تنهمر عليك إشاراته: هل أنت في حضرة شيخ من دراويش العشق، أم شاب من مردة الفن والإعلام الحديث، لكن موجة الشعر لا تلبث أن تسكن جوارحك، وتغمرك بدهشة الإبداع المنعش الرطيب. محمد حسان: لا يثير «لسان النار» تفسيراً لمعنى حرفي أحادي؛ بقدر ما يثير تحدياً لصورة تليق بأن تتناص أو تتوازى مع متواليات معرفية، تخرج عن رحابة النص المتاح والصورة الجمالية المتراكبة لأغلب النصوص بالديوان مكونة ديواناً بصرياً موازياً للنص المكتوب. ف«لسان النار» برد وسلام على المخيلة الشاعرة للمتبصر فيها، حيث إن الصورة لا تفسّر بقدر ما تثير، واللغة لا تلغز بقدر ما تشير، والنص لسان نار مفتوح للولوج إلى مقام لا نهائي. فاطمة ناعوت: يقف الشاعر في غربته على خط الضياع في اللازمن، المشدود في منطقة وسطى بين الوجود وبين العدم. لم تحذفه الذاكرة من دفاترها وحسب، بل إن سيرته مكتوبة بغير يقين وعلى صفحة ماء لا يستقر. وحين يستدعيه الموت، وهو المطلق والثابت الوحيد، يغيب القبر والشاهد. تحيلنا معظم قصائد الديوان إلى حال الفقد في كل صوره، فقد الأم وفقد الحبيبة وفقد اليقين وفقد الزمن وفقد الهوية.