رأى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس ان النظام السوري "لن يسقط"، معتبرا ان محاولة اسقاط هذا النظام بالقوة ستؤدي الى "ازمة تراكمية في المنطقة". وقال المالكي في مؤتمر صحافي في بغداد ان "لغة استخدام القوة لاسقاط النظام (السوري) سوف لن تسقطه، قلناها سابقا وقالوا شهرين فقلنا سنتين، ومرت سنة الآن والنظام لم يسقط ولن يسقط ولماذا يسقط". واضاف "المشكلة ان النظام يتشدد ويقاوم، والمعارضة تتشدد وتقاوم، والسلاح موجود ووظيفتنا نحن العرب هي اخماد نار الازمة لان تطورها سينعكس علينا وعلى لبنان والاردن وفلسطين والمنطقة وحتى الدول التي تتعامل مع هذه المسألة بلغة القوة". وتابع رئيس الحكومة العراقي "نرفض اي تسليح وعملية اسقاط النظام بالقوة، لانها ستخلف ازمة تراكمية في المنطقة"، معتبرا ان "الخطر في سوريا ليس طبيعيا وليس كاي بلد آخر حصلت فيه ثورات بل يحتاج الى حلول من انواع أخرى". وكانت الازمة السورية هيمنت على اعمال القمة العربية التي استضافتها بغداد الخميس، وسط تباين بين الدول العربية حول كيفية التعامل مع احداث سوريا حيث تدور احتجاجات منذ اكثر من عام يواجهها النظام بالقمع وقتل فيها الآلاف. وذكر ان الازمة السورية "من الموضوعات الحيوية التي تؤثر على استراتيجية العمل العربي المشترك"، مشيرا الى انه "كان واضحا ان البيان الختامي (للقمة العربية) يعارض عملية تسليح طرفي الصراع لانه كصب الزيت على النار، ويعارض تدخلات بعض الدول في الشأن السوري". وقد دعا القادة العرب في ختام القمة الى حوار بين السلطات السورية والمعارضة، مطالبين دمشق بالتطبيق الفوري لخطة كوفي انان المكونة من ست نقاط والهادفة الى وقف العنف. وكان المالكي الذي تتشارك بلاده بحدود بطول نحو 600 كلم مع سوريا حذر امام الزعماء العرب الذين شاركوا في قمة بغداد من ان تسليح طرفي الازمة السورية سيؤدي الى "حروب اقليمية ودولية بالانابة في سوريا". واعتبر ان "هذا الخيار سيجهز الارضية المناسبة للتدخل العسكري الاجنبي في سوريا ما يؤدي الى انتهاك سيادة دولة عربية شقيقة".