قوبل التصريح الذي أطلقه رئيس الرائد فهد المطوع في منتصف الدور الأول من دوري (زين) للمحترفين باستغراب من المتابعين، إذ راهن على إمكانية وصول فريقه الذي دخل مباراته أمام القادسية في الجولة التاسعة حاملاً نقطةً وحيدة على دخول كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، قبل أن ينتفض ويغادر قاع الترتيب والمركز ماقبل الأخير. لم يكن التصريح مثار استغراب فحسب، بل ذهب كثيرون إلى السخرية منه وأن ما كان يقوله المطوع ماهو إلا ضرب من ضروب الأماني واللعب على عواطف الجماهير ودغدغة مشاعرها، بل ذهب عدد من الإعلاميين إلى التذكير بهذا التصريح في كل جولة والتلميح إليه وأنه موثق وأن لامجال للنفي أو تفسيره بما يريد رئيس الرائد وليس الإعلام، أما الآن فمؤكد أن من وثقوا تصاريح المطوع سيعودون إليها للتأكد من حقيقة أحاديثه، وقناعته وثقته الكبيرة بعمله وبأفراد فريقه. انتفض الرائد وعاد للواجهة، وقدم درساً من دروس التحدي وهذا لم يأت إلا بوجود عمل واعتراف بالأخطاء ووجودها والوعد بتصحيحها، وهو ما ينقص الكثير من الأندية وحتى المنتخبات السعودية التي عانت وتعاني من تراجع النتائج. لسنا بصدد التطبيل لإدارة الرائد، فهذه الإدارة وإن أخطأت في بعض المواقف إلا أنها تقابل بسياط من النقد المبالغ فيه، في حين أنها لا تتلقى أي ثناء حين يتحسن وضع الفريق أو النادي ككل خصوصاً من المقربين للنادي، إذ تعلق المشانق لإدارة الرائد لوحدها حين التعثر، وينسب التفوق لكامل منظومة العمل دون أدنى إشادة لهذه الإدارة، وهنا أحد مكامن الخلل التي جعلت من الرائد أسيراً لطموحات البقاء وعدم مغادرة الربع الأخير من سلم ترتيب الدوري. اختلفت أوضاع الرائد، وأصبح دور الفريق مختلفاً في الدوري بعد الانتصار على الأنصار، وهو الانتصار الرابع من أصل خمس مباريات لم يخسر فيها الفريق، بل تعادل أمام الهلال، وولج مرماه هدف وحيد، ما يؤكد أن الفريق يعيش طفرة فنية، وتناغما واضحا في العمل الفني والإداري، يترجم ذلك أداء اللاعبين داخل الملعب، وهم بالمناسبة يستحقون الإشادة من باب الإنصاف، فبعد أن كانوا جزءا من مشاكل الفريق في بداية الموسم، هاهم يقودون الفريق (الأحمر) إلى مناطق الدفء، فضلاً عن أن الفريق بات مرشحاً وبقوة لمزاحمة فرق النخبة للمرة الأولى في تاريخه. كان من الواجب على الرائديين أن يغيروا من طموحاتهم، ويرتقوا بها في ظل وجود هذه الإدارة والميزانيات التاريخية التي تقدمها إدارة فهد المطوع، أما الآن فبات من المحتم على أبناء الرائد الوقوف مع فريقهم أكثر من أي وقت فات، فالفريق تنتظره ثلاث مباريات وجميعها ستقام في بريدة، ويحتاج الفريق لتحقيق نتائج إيجابية لضمان الوصول إلى كأس الأبطال، وهو قادر على ذلك، حتى وإن كان أحد من يقابلهم هو المنافس الشرس على الصدارة الأهلي. أمور عدة ساهمت في عودة الرائد، وعوامل أخرى ستزيد من توهج (زعيم القصيم)، إذ على الرائديين أن يشكروا مدرب الفريق التونسي عمار السويح الذي استنجدت به الإدارة لينقل الفريق إلى هذا المكان، بالإضافة للاعبي الفريق الذين أثبتوا أنهم حين يحضرون بروح وثابة وإصرار على تحدي الظروف فلا خوف على الرائد، فضلاً عن وجود مدير الفريق أحمد غانم ومعاونيه، إذ يعد أحمد غانم من أهم مكاسب الرائد هذا الموسم، وهو يعود لقيادة الفريق بخبرة أكبر، فضلاً عن تخصصه النفسي والفني وشخصيته الإدارية، في حين يحسب لرئيس الرائد فهد المطوع استقطابه لعنصرين أجنبيين قدما مستويات أكثر من جيدة، وخصوصاً المدافع الدولي العماني عبدالسلام عامر. ويبقى دور أعضاء شرف الرائد هو الحلقة التي ينتظر منها أن تكون الأقوى، إذ على الشرفيين بقيادة ناصر الجفن وعبدالعزيز التويجري وغيرهم أن يكونوا قريبين من الإدارة والفريق بشكل أكبر، فضلاً عن مواصلة الدعم بنفس الوتيرة التي كانوا عليها في فترات سابقة.