الدخول في الكتابة عن المفردات ذو شجون.. وأرجو المعذرة عن بعض الخلط، دعوا هذا العدد من الجريدة جانبا يا من لا تحبون الخوض في الاشتقاقات اللغوية والمفردات وجذورها. لكن هذا الموضوع يطال جانبا من أحاديثنا السائدة في أدبنا الشعبي. فاللقاءات التي جرت وتجري بين العشاق في أدبياتنا لها عدة تعبيرات. البعض يقول "بتقابل" فلان. وفي الانجليزية تحدّث الغرب بمفرد (ديت) والتي كانت تعني تاريخ فحولتها الإنجليزية - الأمريكية على موعد أو لقاء غرامي أو خروج لمشترك لسينما أو حفلة أو عشاء. وتحولت المفردة إلى فعل، تدريجيا في العام 1885م لكنها أخذت اللمسة الرومانتيكية. وأيضا حولها الأمريكان إلى فعل. والمفردة Date أيضا تعني تمرا أو رُطبا، وهي كذلك منذ القرن الثالث عشر الميلادي. آتي إلى أدبياتنا الشعبية وكيف تمنّت ورجت بطلب أن يتيسّر اللقاء بالمحبوب. غير أنني أرى أن شعراء النبطي استعملوا كلمة بعيدة عن الفهم بعض الشيء، رُبما لضرورة الوزن والقافية. وهي كلمة (لاما). وقالت المعاجم العربية إنها فصيحة هكذا: اللامُ القُرْبُ. قال شاعر شعبي: كن السهر دربٍ عليه اب تجيني ولا ودّي أقطع درب لاماك برقاد وقال آخر: قلبي على لاماك يكفخ كما الطير وقال شاعر: طول ليلي وانا ابكي واتعبّر واتوجّد على لاما الطويله ومعظم الشعراء المجيدين لم يرتبطوا بلهجة معينة، فنده في شعر المحاورة يُجاري غريمه (كالقصيمي) مثلا نجده مرة يقول جان وأخرى يقول "جاني". ولأن نجد بقيت طوال التاريخ أقل ارتباطا من غيرها باللهجات الوافدة فنجد كلمات شعرائها (بالتجذير) أقل ميولا إلى الوافد من الكلمات غير العربية. واستعملت الصافي منه وبقيت لهجتها تحمل كثيرا من خصائص الفصحى.. اللغة العربية الفصحى في أبنيتها.