والمديرون هُم شريحة من الموظفين يتواجدون في الغالب بعيداً عن المركز. يُعتبر مدير إدارة ما في أيّ مُحافظة من الشخصيات المُهمة بعد منصب المُحافظ. مدير الشرطة ومدير الأحوال المدنية ومدير الشؤون الصحية ومدير التعليم ومدير الجوازات ... الخ، هُم من يُدير أمور الناس هُناك مع بقيّة زملائهم من الموظفين. العاصمة يتواجد بها الوزير في مقر الوزارة يُحيط بهِ نوابه والوكلاء ثم المُديرون العامون وبقية الجوقة. في بعض المدن الكبيرة وربما كُل المحافظات قد لا يرون الوزير بينهم طوال عهده بل يسمعون به أو يشاهدون صورته في نشرة الأخبار ويوم الاثنين تحديداً وقت بث خبر جلسة مجلس الوزراء. هناك من المُديرين من يأتي للمدينة أو المحافظة بعد تعيينه ويجلس على كرسي الوظيفة سنوات عدّة وهو لا يهش ولا ينش. يغادر خِلسة بنفس الأسلوب الذي أتى به لا يعرف عنه أحد إلا من قد اكتوى بسلبيته. وهناك من هو ملء السمع والبصر لحيويته ودأبه في خدمة الناس. الكل يذكره بالخير ويتمنون لو يبقى أطول فترة ممكنه. لكنها سنّة الحياة . لا بد من التغيير، إما بالرحيل الأبدي عن الدُنيا أو النقل أو التقاعد. وهذه الأخيرة (أي التقاعد) هي محور حكاية اليوم. لقد وصلتني دعوة من لجنة الأهالي في عنيزة لحضور حفل توديع أحد المديرين فيها بإحالته على التقاعد والترحيب بخلفهِ الذي سيحل محلّه. سنّة سنتها لجنة أهالي عنيزة منذ زمن. يودعون بكل حفاوة ذلك الشخص الذي جلس على كرسي الجهاز الخدمي ليتذكرهم ويتذكرونه. ويرحبون بالقادم الجديد مبدين له استعدادهم لمساندته والوقوف معه في سبيل خدمة المحافظة وأهلها. كما أنهم يُقيمون حفلا سنويا للمسؤول المتميز الذي تختاره اللجنة بناء على معايير معتمدة لديهم. يعرضون الاسم على المُحافظ فإما أن يقر التكريم أو يبدي ما لديه من ملاحظات سيما والمحافظ ربما تكون لديه تقارير لا يعرفها البقيّة . الشاهد أن لجنة الأهالي لديها رؤية جميلة حول بناء جسور من التواصل والوفاء ثُم الثناء لكل مسؤول يخدم فيها بإخلاص . كاتب هذه السطور يشكر لجنة أهالي عنيزة ويقدّر لهم حُسن صنيعهم. * تنويه: ذكر لي أحد أعضاء لجنة الأهالي أن حفل تكريم المتقاعدين لديهم لا يتقاطع مع حفلات التكريم التي تقيمها الأجهزة الحكومية لمتقاعديها بل مُتمم لها.