تزخر أنديتنا بالكثير من المواهب الشابة والتي تملك العديد من الفنيات الكروية, بل ولديهم ما يطرب الجماهير الحاضرة من مهارات شتى تبهر المشاهدين ويثني عليها المتابعون, ولكن هل باتت هذه الموهبة الرائعة قادرة على معانقة زمن احترافي تغيرت به الكثير من المفاهيم الكروية في زمن ثقافة الاحتراف المعاصر؟ هل الموهبة كافية لخوض الاحتراف الخارجي في الدول العريقة في كرة القدم دون أن تكون هناك عوامل أخرى تخدم هذه الموهبة وتنميها لتصبح موهبة متكاملة في فنون الكرة وليست جزئية؟ توجد قاعدة أساسية في الفكر الكروي المعاصر تقول ( ثقافة كرة القدم تتغير) وقد بات الاحتراف المعاصر يشكل صعوبات كبيرة للاعبين الموهوبين حديثي الاحتراف والالتحاق بالأندية الأوروبية , فكرة القدم الاحترافية حاليا لاتعترف بالمهارات دون ان يكون اللاعب ماراثونياً وهي تعني القوة البدنية واللياقة العالية والتي تؤهله لأن يتحمل ضغط المباريات سواء المحلية او الأقليمية او الخارجية وبمسار متصاعد فتجد مثلا المستقطبين من دول افريقية أو عربية ينصدمون في بادئ الامر من نتائج اختبارات اللياقة والقوة البدنية التي تجرى عليهم في تلك الاندية المحترفة , مما يدخلهم في متاهات قبولهم بهذه الأندية من عدمه , ويتم وضعهم تحت التجربة لفترة معينة واعداد برنامج لياقي عال وشاق لهم لتحديد مدى اجتيازهم ومطابقتهم للمعايير المطلوبة كي يحظى بتمثيل النادي في المسابقات المختلفة ,, ومن ضمن هذه المعايير قدرة اللاعب على قطع مابين 12-15 كيلو مترا في الملعب بين ركض ومشي وهرولة, اضافة ممارسة التدريبات الفنية والخاصة بالسيطرة على تنظيم أداء الحركة والتكيف مع أجواء المباريات والحس العالي في تقدير الوقت والنتيجة و الرغبة في القتال واستباق حركات الخصم و ليونة الحركات التلقائية وعلى سرعة ودقة الحركات الديناميكية، اضافة ايضا الى الصرامة في تطبيق مواعيد النوم والاستيقاظ ونوعية الغذاء وفترات الراحة والاستجمام وتزاد قوة التمارين تدريجياً وبمعدل زمني يتناسب طرديا مع ارتفاع المعدل اللياقي والبدني للاعببين وفي المحصلة يقودهم للظهور بمستوى عال جدا يستطيعون معها تحمل الضغط المستمر لزحمة المباريات والبطولات التي يخوضونها دون سقوط في الملاعب المرة تلو الأخرى كما يحدث عادة في الملاعب العربية، فإن نجح اللاعبون في تطبيق كل هذه المعايير يصبحون بعدها لاعبين محترفين يملكون مواصفات خاصة تغري الأندية العريقة والكبيرة بالتسارع والتسابق على ضمهم. تبقى الإجابة على العنوان( نعم الاحتراف الخارجي ليس حلما صعب المنال ويمكن أن يتم ولكن لابد اولا من التهيئة النفسية والبدنية لقبول الفوارق العالية والتكيف معها ومن ثم سيتم بإذن الله حصولهم على التفوق العالي في النضج الكروي الاحترافي).