يبدو أن محبي كرة القدم السعودية قد نقلوا «دربي» العاصمة الهلال والنصر صوب العناية المركزة على أمل إنقاذ حياته المهددة بالموت بعد معاناة طويلة مع المرض الذي أدخله في غيبوبة تامة. هذا هو حال «دربي» الهلال والنصر منذ سنوات، والذي كانت تتجلى فيه المتعة بأبهى صورها، والإثارة بشتى ألوانها خارج الميدان قبيل المواجهة، وداخل أجوائها بل حتى بعد انتهائها فكانت المحصلة منافسة شريفة، ومخرجات جميلة لا تعد ولا تحصى لمثل هذا التنافس الشريف تنصب لمصلحة الطرفين دون استثناء، ولمصلحة كرة القدم السعودية ورياضة الوطن والتي فقدت الكثير من وهجها بابتعاد القوى الكبيرة، وتراجع مستويات القوى الأخرى، وغياب المتعة عن أقوى المواجهات بانطفاء بريق النجوم، وعدم تواجد الأكفاء القادرين على صناعة كرة قدم تمتع، وتطرب، وتجذب المتابع لمشاهدة فرجة مشوقة تعيد له ذكريات الماضي الجميل. وجود عملاقين رياضيين بقامة الهلال والنصر يضفي الكثير على الرياضة السعودية، كما يساهم تواجدهما الفاعل وتطورهما في دفع عجلة الكرة السعودية للأمام كحال الأندية الأخرى الكبيرة المتبقية ففي تواجدها المتميز في الساحة المحلية، وقوة عناصرها تزداد إثارة الدوري السعودي الذي يفرز لنا في هذه الحالة منتخباً قوياً وهي القاعدة الرئيسية الهامة في كرة القدم التي لعبت عليها الكثير من البلدان الأوربية، ومنها أسبانيا على وجه التحديد حتى باتت المنتخب الأول في التصنيف العالمي منذ فوزها بكأس العالم قبل قرابة العامين. جماهير الكرة عموماً وعشاق النصر خصوصاًً يتطلعون لرؤية «الأصفر» بصورة مختلفة وحلة أكثر جمالاً وكمالاً في الموسم المقبل، عله يعيد تلك الذكريات الجميلة التي كان عليها هذا الفريق في عصره الذهبي، والذي كان الإسم الثابت، والمنافس الدائم على كافة المسابقات المحلية والخارجية، والداعم الرئيسي مع الفرق الأخرى للمنتخبات الوطنية بدرجاتها المتعددة حتى يعود»ديربي العاصمة» لقوته المعهوده،وتوهجه المطلوب قبل أن تنساه الأجيال الصاعدة،وتهجره كما هجرت المدرجات.