تبدأ اليوم (الثلاثاء) في العاصمة العراقية بغداد اجتماعات وزراء المال والاقتصاد العرب في نطاق التحضيرات لمؤتمر القمة العربي الذي سيعقد الخميس المقبل. وقال مصدر رسمي إن "وزير التجارة العراقي خير الله بابكر سيرأس اجتماع وزراء المال والاقتصاد العرب، في حين سيرأس وزير الخارجية هوشيار زيباري اجتماع وزراء الخارجية العرب غدا الأربعاء تمهيدا لمؤتمر القمة الذي سيعقد الخميس برئاسة الرئيس العراقي جلال طالباني". وذكر المصدر أن "اجتماعي وزراء المال والاقتصاد ووزراء الخارجية لهما أهمية كبيرة إذ إن الوزراء سيضعون اللمسات النهائية على مشروع جدول أعمال القمة بفقراته الاقتصادية والسياسية". وكشف المصدر أن "اجتماع وزراء المال والاقتصاد العرب سيناقش إجراءات تنفيذ مقررات قمتي الكويت وشرم الشيخ الاقتصاديتين والإعداد لقمة الرياض 2013". وحسب تقرير كانت وزارة التجارة قد أعدته فان الملف الاقتصادي لقمة بغداد يتضمن ثلاث استراتيجيات مهمة هي "الإستراتيجية السياحية العربية وآليات تنفيذها"، و"إستراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة"، و"الإستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث"، بالإضافة إلى الملف الاجتماعي الذي يتضمن الإعداد والتحضير للمؤتمر العربي حول تنفيذ الأهداف التنموية للألفية المقرر عقده العام الجاري، واعتماد إعلان المؤتمر العربي الرابع رفيع المستوى لحقوق الطفل الذي عقد في مراكش عام 2010". كما وصلت أكثر من 180 شخصية سياسية ودبلوماسية واعلامية إلى بغداد ، مساء أمس ضمن أكبر وفد يمثل الجامعة العربية ومصر والمغرب للمشاركة في القمة العربية. وتشهد العاصمة العراقية بغداد إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة تتمثل في الانتشار الأمني الكثيف ونصب نقاط تفتيش في شوارع العاصمة، فضلاً عن التفتيش الدقيق للمركبات والمواطنين، مما تسبب في شل حركة السير وزخم مروري كثيف، فيما أعلنت قيادة عمليات بغداد، في (13 مارس الحالي)، أن نحو 100 ألف عنصر أمني سيشاركون في الخطة الأمنية. وأعلنت وزارة الداخلية العراقية في وقت سابق أنها اتخذت التدابير الاحترازية والأمنية كافة لاستقبال الوفود المشاركة في مؤتمر القمة وتوفير الحماية اللازمة لهم ولجميع الإعلاميين من المراسلين والصحافيين الوافدين لتغطيته، كما أعلنت الحكومة العراقية، عن تعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية بالعاصمة ابتداء من يوم 25 مارس الحالي وحتى الأول من ابريل المقبل. من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إكمال جميع الاستعدادات لعقد القمة . وقال في تصريحات صحفية إن" 21 دولة ستشارك بالمؤتمر باستثناء سوريا التي (لم تتم دعوتها)، مبينا أن بعض الزعماء سيأتون إلى بغداد قبل أيام من انعقاد المؤتمر وآخرون سيبقون لأيام أيضا بعد انتهائه". وأشار زيباري إلى أن "القمة ستستمر لثلاثة أيام حيث سيكون في يوم 27 مارس اجتماعا تحضيريا لوزراء المال والاقتصاد د وفي يوم 28 سيكون اجتماعا لوزراء الخارجية، واجتماع القمة الأساس سيكون يوم 29 مارس وهي قمة كاملة ومكتملة، وهناك رؤساء سيأتون قبل هذه الأيام وهناك من سيبقى في بغداد لأيام بعد انعقاد القمة". وأضاف أن "جميع الاستعدادات لاستضافة قمة بغداد ومستلزماتها السياسية والأمنية والفنية والتنظيمية اكتملت"، لافتا إلى أن "انعقاد القمة في بغداد مهم للعراق والدول العربية ولجامعة الدول العربية كمنظمة وكمؤسسة، والأهمية تكمن في أن القمة تعقد في ظروف عصيبة مرت بها المنطقة والأمة العربية والشعوب". وتابع زيباري أن "انعقاد القمة في بغداد ستكون رسالة مهمة بشأن اندماج العراق في محيطه العربي وفي حاضنته العربية والإقليمية وهي أيضا مؤشر على قدرة العراق على تنظيم المؤتمر الكبير وبهذا الحضور العربي والدولي المهم، لاسيما وأن أكبر شخصية هو الأمين العام للأمم المتحدة سيحضر القمة". من جهته، أكد شمران العجلي رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة المنبثق من مجلس الوزراء العراقي أن بغداد قادرة على توفير الحماية الكاملة للقادة العرب والضيوف المشاركين في القمة العربية بدون الاستعانة بأي مساعدة أجنبية. وقال العجلي في تصريحات له أمس إن الجندي والضابط العراقي أصبح يملك خبرة أمنية هائلة نظرا لمرور العراق بسنوات الحرب العراقية الإيرانية أو حرب خليج وغيرها ، بالإضافة إلى الحرب على الإرهاب التي استمرت عشر سنوات. واستبعد إمكانية الاستعانة بقوات أو خبرات أمريكية أو عربية لحماية القادة العرب وضيوف القمة ، قائلا إنه لا يوجد أمريكيون في العراق ولم نطلب خبراء أمريكيين أو جنود فالقوات العراقية قادرة على توفير الحماية لضيوف العراق. شعار قمة بغداد 2012