جاء حفل اعتزال المهاجم الدولي السابق ونجم فريق الرياض ناصر الدوسري (سدوس) الذي تم أخيرا ليثير معه ذكريات ذهبية وتاريخية رائعة، عاشتها مدرسة الوسطى في بداية التسعينات الميلادية، التي شهد الفريق حينها أكبر إنجازاته من خلال تحقيقه لبطولة كأس ولي العهد عام 1994م ثم مركز الوصافة في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين عام 1995 ، وتمثيله بعدها للأندية السعودية في بطولة كأس الكؤوس العربية ثلاث مرات وبطولة النخبة العربية. وكان اعتزال الموهوب الدوسري في العام 1999م وهو العام الذي شهد الرياض بعده هبوطا فنيا قويا باعتزال أبرز نجومه الذهبيين، حتى كان هبوطه نحو دوري الدرجة الأولى قبل نحو ثمانية مواسم، وحتى الآن لا يزال الرياض بعيدا عن مشهد المنافسة حتى على صعيد السباق على الصعود مرة أخرى نحو الأضواء، ووصل به الحال على الصراع للبقاء في دوري الأولى، والتخوف من شبح الهبوط نحو دوري الدرجة الثانية، ولا يزال الفريق يعيش في هذا الموسم في أوضاعا فنية صعبة لا ترضي طموحات محبيه. ولعل المطلعين على تاريخ مدرسة الوسطى وهو اللقب الذي أطلق على الفريق قبل أربعين عاما، نظير تخريجه للعديد من النجوم الذين ساهموا في أول إنجازات الرياض حينها يستغربون أن يطول غياب الفريق عن مشهد المنافسة المحلي. فيما لا تنسى الجماهير السعودية أبرز نجوم الرياض في فترة التسعينات الميلادية يتقدمهم ناصر الدوسري، فهد الحمدان، ،طلال الجبرين، صالح النجراني، ياسر الطايفي ابراهيم الحلوة، سعد الدوسري – رحمه الله-، وغيرهم المدرب الوطني الحالي خالد القروني، ابراهيم المفيريج، عبدالله الضعيان وغيرهم الكثير من النجوم الذين ساهموا في انجازات الرياض في تلك الفترة، وفي إنجازات المنتخب السعودي، رغم غيابهم عن الدعم الإعلامي والحضور الجماهيري المساند. إلا أن متعة الفريق ومقارعته حينها لأعتى المنافسين كان أمرا محتوما فرضه نجومه السابقون، وجذب الاهتمام والمتابعة الجماهيرية والإعلامية لذلك الجيل الذهبي. والسؤال الذي يظل بدون إجابة شافية إلى متى ستبقى مدرسة الوسطى تعاني من (العُطلة) والغياب المستمر عن دوري الأضواء أو على الأقل المنافسة على الصعود والعودة لتخريج المواهب والنجوم المميزين؟ وهل يستحق فريق الرياض كل هذا الجفاء من أعضاء شرفه ورموزه ومحبيه؟. عطفا على ما يكتنزه من تاريخ كروي مضئ وإنجازات رائعة، ومواهب ذات إمكانات فنية راقية، نضبت اليوم واندثرت معها مدرسة الوسطى حتى إشعار آخر قد يطول!!