تظاهر في مدينة تولوز الفرنسية الجمعة المئات ينتمون أساسا إلى الجاليتين اليهودية والإسلامية للتعبير عن رغبتهم في التعايش جنبا إلى جنب في إطار الاحترام المتبادل والكرامة. وجاءت هذه المظاهرة بدعوة أطلقها عمدة المدينة بعد الأحداث المأساوية التي عاشتها المدينة ومنطقتها في الأيام الأخيرة.وتمثلت وقائع المأساة أساسا في إقدام شاب فرنسي من المدينة يدعى محمد مراح على قتل سبعة أشخاص في المدينة ومدينة مونتوبان المجاورة لها. والضحايا مدرس وثلاثة أطفال في مدرسة يهودية وثلاثة جنود فرنسيين من أصل عربي وقتل الشاب قبل يومين على أيدي قوات الأمن الفرنسية بعد محاصرته في شقته بمدينة تولوز لمدة اثنتين وثلاثين ساعة. وأبقي أمس على والدة مرتكب الاعتداء وأحد أشقائه وزوجته في حالة الإيقاف لإتمام عملية التحقيق معهم للتثبت مما إذا كانوا متواطئين بشكل أو بآخر في الجرائم التي اقترفها مراح. وبرغم أن حركة منتمية إلى تنظيم القاعدة كانت قد تبنت قبل يومين الاعتداءات التي ارتكبها هذا الشاب ولم ينكرها قبل أن يقتل ،فإن عدة أصوات برزت في اليومين الأخيرين لتؤكد أن هناك خطأ في التعامل مع مرتكب الاعتداءات كما لو كان ناشطا سياسيا إسلاميا من دعاة العنف الأعمى. بل رأى أصحاب هذه الأصوات أن مراح كان قبل كل شيء ضحية مساره الاجتماعي الشائك . وهو مسار كثير من سكان ضواحي المدن الفرنسية التي تقيم فيها بشكل مكثف أسر فرنسين من أصل عربي وأفريقي أو أسر مهاجرين عرب ومسلمين. فقد ولد جل شباب هذه الضواحي من أصول عربية وإسلامية في فرنسا ويشعرون أنهم غرباء عن بلدان آبائهم وأمهاتهم، وأنهم مهمشون فعلا في بلدهم أي فرنسا.