افتتح الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس الاثنين في ضاحية باريس الشمالية الدورة السادسة والأربعين لمعرض البورجيه للطيران. وتُعد هذه التظاهرة أهم معرض للطيران المدني والعسكري في العالم. وهي تقام كل سنتين اثنتين. وسيتواصل المعرض حتى التاسع عشر من الشهر الجاري. وتشارك في الدورة الجديدة قرابة ألفي شركة متخصصة في صنع الطائرات المدنية والعسكرية وتسويقها. وتنتمي هذه الشركات إلى واحد وأربعين بلداً في مقدمها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا. وإذا كانت عينة الطائرات العسكرية والمدنية المعروضة خلال الدورة الحالية تتركب من مائتين وثمان وثلاثين قطعة فإن ستين منها ستجرى لها عروض أمام الجمهور طوال أيام التظاهرة. وقد حرص الرئيس الفرنسي أمس على الإشراف بنفسه عند افتتاح المعرض على حضور استعراض لطائرة الإيرباص 380 الأوروبية العملاقة التي تعتبر اليوم أضخم الطائرات المدنية في العالم. كما أشرف على كشف النقاب عن مجسم لطائرة عسكرية بدون طيار من تلك التي تستعد دول الاتحاد الأوروبي إلى صنعها والترويج لها في السوق العالمية. وحرص جاك شيراك من خلال ذلك على إبراز رغبة الأوروبيين في مواجهة المنافسة العالمية الشديدة في سوق الطيران المدني والعسكري. أما بخصوص الطيران المدني فقد أوتي يوم الأحد الماضي من مدينة تولون الفرنسية بنموذج من طائرة الإيرباص 380 المدنية العملاقة التي يصنعها مجمع إيرباص الأوروبي. وجرى لهذه الطائرة أمس استعراض أمام رئيس الدولة الفرنسية. وينتظر أن يُقام مجدداً هذا التمرين عدة مرات في الأيام المقبلة أمام زوار المعرض وضيوفه ولا سيما وزراء النقل والمشرفين عليه في بلدان كثيرة ترغب في تعزيز أسطولها المدني بوحدات من هذه الطائرة. وتجدر الملاحظة إلى أن شركة الخطوط الجوية السنغفورية هي التي ستكون أول شركة عالمية في استخدامها لطائرة الإيرباص الجديدة العملاقة التي يتراوح عدد مقاعدها من 550 إلى 850 مقعداً. وإذا كانت عملية تشغيل الطائرة العملاقة من قبل هذه الشركة وشركات أخرى قد تأخرت بعض الشيء فإنه ينتظر أن يبرم مجمع إيرباص الأوروبي عقوداً مع شركات طيران مدنية عديدة خلال دورة المعرض التي افتتحت أمس. ولكن المشرفين على هذا المجمع يعلمون أن المنافسة ستكون شديدة مع مجمع بوينغ الأمريكي الذي عزز حضوره هذه المرة في المعرض وجاء بعينات من طائرته المدنية العملاقة «وورلدلاينر 777 - 200». وإذا كان عدد مقاعد هذه الطائرة لا يتجاوز ثلاثمائة مقعد فإنها قادرة على قطع مسافات طويلة تبلغ سبعة عشر ألفا وأربعمائة وستة وأربعين كيلومتراً وذلك بدون انقطاع. وسيشرع المجمع الأمريكي في تسويق هذه الطائرة في السنة القادمة. كما يعرض المجمع الأمريكي في البورجيه هذه السنة عينات أخرى من طائرات مدنية متوسطة ولكنها سريعة وأقل ضجيجاً واستهلاكاً للوقود من كثير من الطائرات الأخرى المستخدمة اليوم في الأسطول الجوي المدني العالمي. ويعول الأمريكيون كثيراً على زوار المعرض من المشرفين على قطاع النقل الجوي في العالم لإبرام عقود معهم بشأن هذه الطائرات الجديدة. طائرة أوروبية بدون طيار وما يشد الانتباه أيضاً في دورة هذه السنة هو التركيز بشكل خاص على الطائرات الصغيرة بدون طيار. فقد سعى المشرفون على المعرض إلى إبراز عينات كثيرة من هذا الصنف من الطائرات التي تستخدم في الوقت نفسه لأغراض مدنية وعسكرية. وحرص الرئيس الفرنسي من جهته على إبراز الأولوية التي يوليها الاتحاد الأوروبي التعاون القائم بين دوله في مجال تصنيع طائرات عسكرية من هذا القبيل. ولذلك فإن جاك شيراك كشف النقاب أمس عن مجسم لمشروع طائرة بدون طيار كانت شركة داسو الفرنسية قد أطلقته في دورة المعرض السابقة أي عام ألفين وثلاثة. وقد أطلق على هذه الطائرة اسم «نورون». وتبلغ كلفة المشروع أربعمائة مليون يورو. وإذا كانت الشركة الفرنسية قد أكدت قبل عامين أنها صاحبة المشروع فإن شركات أوروبية أخرى قد أصبحت اليوم شريكة فيه ومنها بالخصوص شركات سويدية وايطالية ويونانية واسبانية وسويسرية. صفقات كثيرة وينتظر أن تشهد هذه الدورة إبرام عقود وصفقات كثيرة خلافاً للدورة السابقة التي نظمت عام ألفين وثلاثة على خلفية الحرب الأمريكية البريطانية على العراق ومقاطعة المعرض من قبل أغلب الشركات الأمريكية والبريطانية المتخصصة في صنع الطائرات العسكرية والمدنية. ولم تكن قيمة العقود التي أبرمت عام ألفين وثلاثة في المعرض قد تجاوزت اثنين وثلاثين مليار يورو بينما كانت قد بلغت أربعة وأربعين مليار يورو في عام ألفين وواحد.