يشرف اليوم الثلاثاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني ورئيسا الوزراء البريطاني والاسباني على حفل كبير يقام في مدينة تولوز الفرنسية الواقعة في جنوب البلاد الغربي لاطلاق طائرة مجمع «الإيرباص» الأوروبي الجديدة المسماة «إي 380». وقد دعي إلى هذا الحفل خمسة آلاف شخص يمثلون بشكل خاص شركات الطيران الكبرى في العالم. ويعد الحدث استثنائياً لا في تاريخ المجمع الأوروبي فحسب بل أيضا في تاريخ الطيران المدني العالمي باعتبار أن الطائرة المذكورة تشكل أضخم طائرة في العالم لأن طولها يبلغ ثمانين متراً ولأنها قادرة على حمل عد من الركاب يتراوح عددهم بين خمس مائة وخمسين و800 شخص. وهي قادرة على التحليق في الجو لمدة أطول بكثير من تلك التي تمضيها اليوم كل الطائرات المدنية المسوقة اليوم في العالم. وإذا كان مهندسو الطيران المدني قد أسهموا في تحديث أغلب المعادن والعناصر التي تتكون منها طائرة «إي 380» الجديدة فإنهم ساهموا أيضاً في تطوير مختلف الأجنحة والأماكن المعدة لإيواء الركاب والسهر على راحتهم. فمقاعد الطائرة الجديدة تذكر بتلك التي نجدها عادة في قاعات الاستقبال الفاخرة. وفي الطائرة بيوت للاستحمام تختلف تماماً عن تلك التي زودت بها الطائرات الكلاسيكية. وفيها مقهى وكازينو وقاعة رياضية وغيرها من وسائل التسلية والترفيه. البحث عن الزبائن ومن المنتظر أن تجري التجارب الأولى على الطائرة الجديدة ابتداء من شهر مارس وأن تسير شركة الخطوط السنغافورية الرحلات التجارية الأولى على متن الطائرة الجديدة على الخط الرابط بين سنغافورة ولندن وذلك في نهاية مايو أو في يونيو من العام القادم. وستحصل هذه الشركة في مرحلة أولى على أربع نسخ من الطائرة الجديدة تسيرها في ما بعد بين سنغافورة من جهة وهونغ كونغ وسيدني وسان فرانسيسكو من جهة أخرى. أما شركة الخطوط الفرنسية فإنها ستسير رحلاتها الأولى على متن الطائرة الجديدة عام ألفين وسبعة بين باريس من ناحية ونيويورك وموتريال من ناحية أخرى على أن تصل ابتداء من عام ألفين وثمانية إلى طوكيو وبكين. وقد توصل مجمع «إيرباص» الأوروبي حتى الآن إلى الحصول على طلبات لشراء قرابة مائة وتسع وأربعين طائرة من الموديل الجديد. ولكن منطق تسجيل أرباح من وراء صنع الطائرة الجديدة يقتضي تجاوز بيع مائتين وخمسين طائرة منه. وثمة أمل كبير عند المسؤولين على المجمع الأوروبي في أن يسهم حفل اليوم الثلاثاء في مدينة تولوز حيث توجد أكبر مصانع المجمع في حمل شركات كثيرة على الاهتمام بالطائرة الجديدة وشرائها. ومنها بشكل خاص شركة الخطوط الجوية الصينية. ويأتي الاحتفال باطلاق الطائرة الجديدة على خلفية سباق محموم بين المجمعين العملاقين العالميين المتخصصين في صنع الطائرات المدنية أي مجمع «إيرباص» الأوروبي ومجمع «بوينغ» الأمريكي. وقد توصل الأوروبيون للسنة الثانية على التوالي بز الأمريكيين في بيع الطائرات المدنية في العالم. فإذا كان مجمع «بوينغ» قد تمكن خلال السنة الماضية من تسويق مائتين وخمس وثمانين طائرة فإن المجمع الأوروبي قد نجح في بيع مائة وعشرين طائرة.