ما أن تحل الإجازات المدرسية بل ما أن تلوح في الأفق حتى ينتقل أغلب الشعب السعودي لدول الخليج العربي وخاصة دبي...؟؟ السؤال الملح ليس لماذا تبتدئ إجازات السعوديين قبل بدئها الرسمي وأقصد هنا المدارس فالرد يطرحه أبناؤنا بسهولة وهي الملل من البرنامج المدرسي...؟؟ السؤال لماذا الهجرة المتزامنة مع كل إجازة قصيرة نحو دول الخليج العربي..؟ تلك الدول تشابهنا في كل شيء ولكنها تجذب المواطن السعودي حيث يكون الاختلاف..؟؟ فما هو ذلك العنصر الجاذب لأغلب مواطني بلادنا...؟ الأمر لايقف عند فئة معينة بل يشمل شرائح اجتماعية مختلفة..، باختلافات ثقافية واقتصادية واجتماعية..، الشاهد المشترك بين هؤلاء وهؤلاء هو البحث عن ثقافة الاستمتاع بالإجازة مع العائلة دون قيود الوصاية من غير فرد ومن غير مؤسسة...، نعم لن يجد هؤلاء أنفسهم مضطرين للاقتسام وفق مداخل الاستراحة العائلية حيث باب للرجال وآخر للنساء..، لايعني أن الأسرة السعودية تبحث عن ترفيه الاختلاط بل فقط تريد أن يتعايش الأفراد مع بعضهم حيث يكون الجميع في حالة استرخاء مع بعض لشرب فنجان قهوة في الهواء الطلق أو تناول الطعام دون تهديد بالطرد..، أو مشاهدة فيلم سينمائي مع الأسرة وربما يكون الفيلم ليس بجديد على الأسرة فقد شاهده الأبناء عبر الإنترنت ولكن المتعة مع الأسرة لها مذاق آخر..؟؟ متعة البحر والسير على رمال الشاطئ دون أن تزعجه أبواق المتطفلين والباحثين عن الكدر في الماء النقي... لا شيء تريده العائلة السعودية سوى أن تشعر بحقها الإنساني في الاستمتاع بإجازاتها. مطاراتنا تمتلئ بالراحلين والراحلات لقضاء أي إجازة خارج البلاد والطرق البرية تمتلئ بالراحلين لدول الجوار..، تلك الهجرات المؤقتة تصرخ في وجه القطاع الخاص وتؤكد أن أمامهم فرصاً استثمارية كبيرة في المجال الترفيهي وتنادي بقوة التنظيمات وخاصة مايرتبط بالسياحة بضرورة إعادة النظر في معالجة معوقات السياحة الداخلية لتبقى الأسر السعودية في وطنها في الإجازات القصيرة..، خاصة وأن احتياجات المواطن الترفيهية لاتتعارض مع الشريعة الإسلامية بل هو يريد أن يبتسم وأن يشرب قهوته ويتناول طعامه وأن يمارس هواياته دون أن يشعر أن الأوصياء عليه متعددون ومتنوعون بتنوع زاوية المحاسبة..، نعم يريد أن يستشعر حقه الإنساني في الترفيه دون احتقان ودون أن تحاصره عيون الآخرين.. المواطن السعودي تمتلئ به مطارات المدن وتزدحم به طرقات الترحال بحثاً عن حقه في الترفيه عن حقه في الاستمتاع بوقته مع أسرته بما أحل الله وضيق البشر..، هؤلاء الراحلون هل يهربون من واقع بارد أم باحثون عن حق غائب...؟