(الإجازة) كلمة جميلة لها رنينها في القلوب قبل الآذان، يستبشر بها الجميع ويفرح بها الطالب والموظف، فهي بالنسبة إليهم كسر للروتين، وتفرغ من عناء العمل والدراسة للراحة والاستجمام، وتواصل الأقارب وإنجاز لبعض المهام الخاصة.. إلا أن إجازة (الأسبوع الواحد) التي تتخلل الفصل الدراسي الثاني والتي بدأت مع نهاية دوام يوم الأربعاء الموافق 28/4 التي سماها البعض (الوقت الضائع) والبعض قال إنها (إجازة لا محل لها من الإعراب) يقصد أنها لا توافق مناسبة هامة دينية كانت أو اجتماعية، كما أنها في وقت الأجواء المناخية فيه غير مناسبة بل تكمن خطورة السفر فيها حيث يحتمل كثرة الحوادث المرورية في هذه الأجواء أي أن القطاع السياحي لن يثمر من هذا الأسبوع الذي قد جاء على حد تعابير البعض بأنه خلل في الساعة البيولوجية للموظفين وللطلاب على وجه الخصوص فيختل معه ميزان المواظبة اليومية فيحول النوم المبكر والاستيقاظ المبكر الى سهر بالليل وخمول في النهار، ننسى معه بعض المناهج والمقررات الدراسية ناهيك عن غياب مهول للطلاب والطالبات قبل هذه الإجازة بأسبوع وبعدها أيضا بأسبوع لتكتمل لديهم ثلاثة أسابيع وعلى حد تعابيرهم (نبي إجازة تسوى). وبعدها تبدأ أوقات الدوام والدراسة التي تتطلب وقتا وجهدا لضبط الساعة البيولوجية من جديد بعد الكسل والنسيان وشتات الأذهان.. هذا بالرغم من المحاولات الجادة للحد من ظاهرة الغياب وبالرغم من تعاون الهيئة الإدارية وهيئة التدريس وتضافر الجهود لوضع الخطط لمنع الغياب أو الحد منه إلا أنه تحصيل حاصل وشر لابد منه. فياليت شعري لو أنا تركنا الخطة الزمنية للفصل الدراسي الثاني تسير كما هي من دون ذلك الأسبوع المربك لكان أفضل، والأفضل أن تدمج إجازة هذا الأسبوع ومعه أسبوع آخر مع الإجازة الصيفية في نهاية العام الدراسي الذي يشتد فيه الحر وتتركز أشعه الشمس الحارقة لتكثر معها حالات الإصابة بالضربات الشمسية لتظهر لنا حينئذٍ جودة الصيانة بمدارسنا، ولتعطل معها المكيفات وتحول هوائها البارد الى ساخن ويزداد الضغط الى أن تنطفي معها عدادات الكهرباء، ونظل نتوقع في كل لحظة إعلان صافرة الطوارئ التي تقرع القلوب قبل أن تقرع الأجراس يفتقد فيها الجميع الأمان والراحة النفسية، نحلم فيه بوجود ماء الشرب البارد كل هذا يحدث ومن دون مبالغة في الصباح وأثناء الحصص الأولى. وأما ما يحدث في الحصص الأخيرة فحدّث ولا حرج، وهيهات لوجود أي استعداد نفسي آنذاك للدراسة أو العمل، فلا نحن استوعبنا الدرس ولا ركزنا في الأداء ولا أفدنا القطاع السياحي في البلاد بشيء يذكر، ولا أوقفنا الهدر الاقتصادي.. فياكل مستأمن على الخطط الدراسية لطفاً منكم نريد أن نعي أن (خير الفصول الدراسية ما قل ودل وليس ما طال فمل) نريد فصلا دراسيا مختصرا نافعا هادفا تتناسب مدته الزمنية مع الخطط المنهجية والمقررات الدراسية بعيداً عن الفوضى والتمديد الذي لا نفع فيه عدم مساواة دوام رسالة التعليم بدوام الوظائف الأخرى ولنتذكر دائما نداء كل طالب ومعلم.. (نعم للتعليم والعمل لا للتنفير والملل).