ودع آلاف الأقباط في مصر البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية إلى مثواه الأخير في مشهد جنائزي مهيب ، ووسط حراسة وإجراءات مشددة من الجيش والشرطة ، الذي أخلى محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بصعوبة من المتجمهرين حولها لتبدأ مراسم تشييع جثمان البابا إلى مدفنه في وادي النطرون أمس . ووسط دموع الأقباط والتراتيل الحزينة وقف أعضاء المجمع المقدس من المطارنة والأساقفة حول نعش البابا الراحل بالكنيسة الكبرى يقيمون صلاة التجنيز تمهيدا لدفنه في دير الأنبا بيشوى في مزاره الذي أوصى بإقامته. واحتشد آلاف الأقباط أمام الكاتدرائية ولم يتمكن الكثيرون منهم من الدخول لعدم حصولهم على دعوة الحضور في الوقت الذي امتلأت فيه الكنيسة الكبرى بالمشيعين منذ السادسة صباحا. وأشرف مدير أمن القاهرة اللواء محسن مراد على عملية التأمينات وتم نشر عدد من الكلاب البوليسية لكشف أي مواد غريبة بتمريرها على السيارات داخل الكاتدرائية لضمان سلامة مراسم الصلاة وقامت قوات الشرطة العسكرية بعملية التنظيم بالتعاون مع كشافة الكنيسة، حيث انتشرت فى جميع الممرات والبوابات الرئيسية لتنظيم عملية الدخول. وقامت قوات الأمن المركزي بإغلاق الشوارع الجانبية للكاتدرائية وتكوين دروع بشرية لمنع وصول أي شخص لا يحمل دعوة الحضور إلى الكنيسة واستمر تواجد مدرعات الجيش حول الكاتدرائية وتطويقها من جميع الاتجاهات. واستمر تواجد الأساقفة والكهنة داخل الكنيسة الكبرى ولم يعد أحد منهم إلى المقر البابوى، قبل المراسم الرسمية . وكانت مراسم الصلاة عبارة عن تلاوة الصلاة الجنائزية والألحان الكنسية للراحل أعقبها بعض كلمات التأبين ثم نقل الجثمان في سيارات الجيش إلى منطقة قاعدة ألماظة الجوية لينقل بطائرة حربية هبطت بجوار دير السريان، وفى نفس الوقت قامت طائرة أخرى بنقل الأساقفة والمطارنة وهبطت فى قاعدة جوية فى الكيلو 65 طريق مصر الإسكندرية الصحراوي ، وتم نقلهم بسيارات إلى الدير، حيث تجرى مراسم الدفن .. وأعلن المجلس العسكري الحداد العام في البلاد أمس على رحيل البابا شنودة . وقد تم تعيين مطران البحيرة الأنبا باخوميوس قائم مقام البابا لإدارة شؤون الكنيسة القبطية لحين انتخاب بطريرك جديد، وهو معروف داخل الكنيسة برجل المهام الصعبة، وهو من أقدم المطارنة ويبلغ من العمر 76 عاما ويتولى أكبر إيبارشية داخل الكنيسة القبطية تضم البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا وهو أول أسقف يتم سيامته من قبل البابا شنودة بعد انتخابه عام 1971.