في الوقت الذي يتنبأ به العلماء بهيمنة تدريس التفكير، وازدياد ذلك مع نهاية القرن العشرين الميلادي، نرى أن معظم شبابنا لا يستطيعون التفكير بشكل فعال، وقد يعود سبب ذلك إلى أساليب التدريس التي نتجت عن مقررات واختبارات لا تركز على تدريس مهارات التفكير، بالإضافة إلى ضعف وانعدام الترابط الفكري بين المواد في المرحلة الواحدة، لذا يحتاج تلاميذنا لتدريس التفكير، فهم بحاجة إلى مهارات القراءة التثقيفية، والمناقشة العالية حول موضوعات جوهرية، إلى جانب البيئة الاجتماعية الحافزة على التفكير سواء في مجتمع المدرسة أو الأسرة. إن تدريس التفكير يعني الكثير من المهارات، مثل التفكير المبدع، التفكير الناقد، مهارات التفكير، استراتيجيات التفكير، والمهارات العليا فيه، بمعنى آخر، أن تدريس التفكير يعطي مبادئ للقدرة على الفهم، وحل المشكلات لاتخاذ قرارات، وتكوين مهارات عن طريق البحث والاستقصاء والتفاعل الجماعي والذاتي، مع توفير بيئة صفية ملائمة.. فقد اجتمع العلماء من مختلف المحالات سواء في الفلسفة أو التربية أو علم النفس.. على أن التفكير إحدى ركائز النجاح في العملية التعليمية التي من أهدافها نقل الخبرات إلى البيئة الخارجية، وربطها بها، ونادى العلماء بأهمية تدريس التفكير، لكونها مهارة مهمة في استقصاء الحجج والبراهين الموضوعية والمنطقية، كمحور للتفكير، وكونها – أيضا – أداة من أدوات الشرح تساعد في صنع القرار الجوهرية. عن تدريس التفكير يناسب جميع المستويات التعليمية والفكرية بدء من الموهوبين نزولا حتى من لديه صعوبة في التعلم، فالمبدع يتحداه البرنامج في عرض مشكلات تحتمل أكثر من إجابة، ويستفيد من العمل الجماعي في تكوين نظرة عامة لأكثر من إجابة، أما بطيء التعلم فيحفزه ويستثير تفكيره بأكبر قدر ممكن من الطرق لحل المشكلة، فيبعد عنه الإحساس بالإحباط من وجود حل واحد فقط، مما يؤثر في إنتاجيته الفكرية.. بوصف التفكير تقويم للحقائق بدقة وجدية بناء على معرفة صحيحة وخبرة واعية. هذه المقتطفات في سياق التفكير بطريقة نقدية مما قدمته مشاعل بنت حمود الشبيب، في إصدارها الجديد "التفكير بصورة نقدية: التفكير الناقد" الصادر عن دار الفكر العربي في ثمانية وستين ومئة من القطع الكبير، الذي جاء حافلا بثلاثة أبواب ضم كل منها جملة من المباحث التي ضمنتها الكاتب إصدارها بطريقة تقوم على منهجية متسلسلة متخذة من الأسلوب السهل الواضح والمباشر مسلكا سهلا للوصول إلى ما عرضت إليه في كتابها عن التفكير الناقد.