دعت منظمة العفو الدولية في تقرير جديد اصدرته امس الاثنين إلى التحقيق بمقتل عدد من المدنيين في ليبيا، جراء الغارات التي نفذتها قوات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقالت المنظمة في تقريرها الذي حمل عنوان (ليبيا: ضحايا غارات الناتو المنسيون)، إن "أعداداً من المدنيين الليبيين الذين لم يشاركوا في القتال قتلوا وأُصيب كثيرون آخرون بجروح، وسقط غالبيتهم في منازلهم جراء غارات حلف الأطلسي الجوية، لكن لأخير لم يجرِ التحقيقات اللازمة أو حتى يحاول الاتصال بالناجين وأقارب القتلى". واضافت أن حلف الأطلسي "بذل بعض الجهود الملحوظة لتقليل خطر التسبب بخسائر بين المدنيين، بما في ذلك استخدام ذخيرة دقيقة الإصابة، وفي بعض الأحيان بإصدار تحذيرات مسبقة للسكان في المناطق المستهدفة، لكن هذا لا يعفيه من إجراء تحقيق مناسب بالغارات التي أسفرت عن مقتل وجرح أعداد من المدنيين ومن تقديم التعويض للضحايا وذويهم". وشددت المنظمة على ضرورة أن يضمن حلف الأطلسي إجراء تحقيقات سريعة ومستقلة وحيادية وشاملة في أية مزاعم تتعلق بارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي على يد مشاركين في "عملية الحامي الموحد"، وأن يتم نشر النتائج على الملأ، وملاحقة المشتبه بهم قضائياً حيثما تتوفر أدلة مقبولة ومناسبة. وقالت دوناتيلا روفيرا إحدى كبيرات مستشاري مواجهة الأزمات بمنظمة العفو الدولية "إنه لأمر يبعث على خيبة أمل كبيرة لأن الضحايا وأقارب من قتلوا جراء غارات حلف الأطلسي لا يعلمون ما حصل ومن المسؤول، بعد أربعة أشهر على انتهاء الحملة العسكرية". واضافت روفيرا أن مسؤولي حلف الأطلسي "أكدوا مراراً التزامهم بحماية المدنيين، ولهذا لايمكنهم تجاهل أعداد القتلى من المدنيين بإصدار بيان غامض يعبر عن الأسف لعدم إجراء تحقيق لائق في هذه الحوادث المميتة".