هل أصبحنا عاجزين عن خلق فرص استثمار حقيقي في بلادنا ؟ الحقيقة تقول إننا نعاني مصاعب كبيرة في خلق هذه الفرص لا اتحدث عن أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة فهم خير من يعرف أين يوجهون أموالهم ، ولكن أتحدث عن رأس مال 50 أو 100 ألف مستثمر وأقل من مليون ومليوني ريال ، أين فرص الاستثمار لهم، أو ما يمكن أن يعتبر متاحا لهم للاستثمار فيه، أستطيع القول انها صعبة للمواطن ، ليس بسبب صغر رأس ماله ، بل بسبب عدم وجود البيئة الحاضنة له، فهناك " كمثال " الورش الصناعية ، نادر جدا أن تجد مواطنا يملك ورشة صناعية مقارنة بالعدد الاجمالي ، فهم لا يتجاوزون 5٪ من العدد الكلي، رغم أن الأسماء سعودية للملاك ولكنه التستر . يمكن فتح مجالات استثمار صغيرة ومتوسطة بلا حدود ، كما هي تجارة التجزئة، الأغذية، المهن الحرة، قطاع التقنية، عشرات وعشرات المهن يمكن أن توجه لها استثمارات مالية لا تفرض أو تشترط رأس مال كبير بقدرما تتوفر" الفرصة " و" الحماية " ، ومنها يمكن توفير بيئة واستثمار وفرص عمل بلا حدود للمواطنين، هذا غير موجود ومتاح إلى الآن إلا بمصاعب كبيرة وصبر لا يتوقف . يحتاج قطاع الاستثمار في المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، الى تبني وزارة التجارة وهيئة الاستثمار والغرف التجارية وغيرها كل معاناة هذا القطاع ، فما يخرج من اقتصادنا من أموال بمليارات الريالات سنويا هي تستنزف اقتصادنا. والسؤال هنا لماذا لا يمنح الشباب والشابات فرص الاستثمار بمشاريع متوسطة وصغيرة ، بحيث يتم الدعم المالي لهم ، وتوجيههم للفرص. إن خلق فرص عمل للشباب والشابات يعني ، فرص عمل ، مال يدور في اقتصادنا ويحقق النمو وليس مالا يخرج بلا عودة ، فعلى هيئة الاستثمار قبل البحث عن الأجنبي أن تهيئ المواطن ببلاده ، وتلغى كل العقبات والمتاعب التي يواجهها بتسهيلات بلا حدود، فهو سيستثمر مالا محليا لا يخرج أكثر جدوى من مال أجنبي يستثمر ليخرج بالمال أو أجنبي يتستر عليه ويخرج الأموال هنا . هذا أمن اقتصادي وطني مهم يجب العمل عليه بكل جدية وحرص وبلا توقف ، حين يتم ذلك سنجد نموا اقتصاديا حقيقا لا نموا من مصدر استثماري وحيد هو العقار وسوق الاسهم فهي غالبا لا توظف وتخلق فرص عمل مهما كان التداول يوميا بمليارات الريالات .