في الأسبوع الماضي أطلت المطربة الخليجية (أحلام) على الجمهور العربي المتابع للبرنامج التنافسي الغنائي Arab Idol (محبوب العرب) وفي معصمها تمساح استفز مخرج البرنامج الذي أصر على نقل صور له من زوايا مختلفة شدت الجمهور وحفزت المطربة أحلام على التباهي به! وهو تمساح جدير بالاهتمام ليس لأنه يشكل خطرا على حياة الفنانة الخليجية أو على المحيطين بها ، فيخطف الأنظار مع الحدث وإنما لأنه يعد حلية باهظة الثمن مرصعة بأنفس الجواهر، عوضا عن ما أشيع حولها بأنها تحمل علامة تجارية رائدة في هذا المجال! أحلام رفعت يدها في زهو مشيرة إلى أنها استعجلت في لبس الحلية (التمساح) لتتباهى به أمام الجمهور العربي الذي تلاحقها تعليقاته اللاذعة في معظم الأحيان عبر (التويتر) وهنا بيت القصيد. لاشك بأن البرنامج الغنائي والذي هو نسخة معربة من البرنامج الأصل والذي تعرضه قناة MBC يحظى بجماهيرية عالية إلا أن لجنة الحكم فيه وعلى رأسهم أحلام قد ساهمت بشكل أو بآخر في رفع حمى التفاعل معه وهذا ما أشارت له أحلام، والتي ما أن تطل على المشاهدين في ذلك البرنامج إلا وتشتغل الأجهزة الذكية بإرسال واستقبال التعليقات عليها والتغريدات التي تقال حولها إن سلبا أو إيجابا ، وهي ظاهرة ملفتة للنظر لأنها تبرز التطور السريع الذي ارتقى إليه الإنسان في التواصل مع الحدث، كما أنها تظهر كيف يمكن أن تنقاد جماعة ما مع تعليق أو تغريد لتركب الموجة التي تتسع رقعتها في أوقات قياسية وتجذب من يقرأها وتغريه بإعادة إرسالها كما هي ،أو إضافة شيء عليها سواء أكان مدركا لها ومقتنعا بها أم أنه مقلد لمن جاءت منه. من السهل التعليق على ذلك ووصفه بالفراغ لكن الأمر في حقيقته أكبر من ذلك ! لأن إغراءه قد يطال المجموعات الأكثر انشغالا فتستجيب له وتنقله لغيرها على سبيل التعود أو لكسر الروتين و الثرثرة. ولنعد لذلك التمساح المعضلة والذي قد يكون مسيلا للعاب الكثيرات ولاستخفاف الكثيرين لما قد يحمله من ثمن وقيمة. وحول ما أثير حوله من نقاش وبذل له من جهد وتساؤل . هل تملكه فعلًا المطربة أحلام؟ أم أنها قد استخدمت لتسويقه كوسيلة إعلانية غير مباشرة؟ كم من امرأة ستسعى لاقتنائه؟ وكم من صائغ أو محل للمجوهرات سيسعى لتقليده ليكون في متناول الأقل قدرة من الناس بعد أن أصبحت الرغبة في التملك ولو على سبيل الادعاء صفة سائدة للمجتمع ،الذي اعتاد أو أدمن التعليق والتغريد والانسياق وراء سيله الجارف سواء أكان مقتنعا واعيا به أم غير مدرك لذلك، لكنه مع ذلك لا يمنع نفسه من الانسياق وراء التعليق والتشابه مع الآخرين في الرأي أو التجريح!!