قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل نائب رئيس مجلس الأمناء المشرف العام على جامعة عفت إن العالم الحديث عرف المرأةَ الرئيسةَ والمرأةَ القائدةَ منذ أكثر من 50 عامًا. وأضافت في كلمتها أمام مؤتمر الأدوار القيادية للمرأة الذي افتتح أمس بجامعة زايد في أبو ظبي :»إن الحديث عن الحوارِ بين الرجلِ والمرأة سيبقى مستمرًا كل يوم طالما أن هناك ذكراً وأنثى في العالم». وأشارت إلى أنه «ظهرت في الدول العربية ضرورةُ إدماجِ المرأةِ في هيئاتِ صنعِ القرارِ مع بدايةِ الستينياتِ وتفعيلِ دورها بصفتها جزءٍا لا يتجزأ من المجتمع ومكونا أساسيا من مكونات نموذج التنمية في أي بلد ، مضيفة أن التعليمُ والانتقالُ من الاقتصاديات القائمة على القطاعِ الحكومي إلى الاقتصادياتِ القائمةِ على القطاعِ الخاصِ في معظم الدول العربية أسهم في توفيرِ مجموعة كبيرة من الفرصِ للمرأة العربية في سوق العمل وأصبحت قضيةُ تمكينِ المرأةِ موضوعاً تعالجه معظمَ مبادرات الإصلاح الإقليمية والوطنية». وقالت «إنه من خلال القمم والمؤتمراتِ الدولية والعربية التزمت جميع الدول العربية بدعم ومساندة حقوق المرأة وتوسيع نطاق مشاركتها في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وشهدنا المزيد من النساء يصلن إلى أعلى مستويات المسؤولية وصنع القرار في السنوات العشر أو الخمس عشرة الأخيرة فأصبحت المرأة السفيرةَ والوزيرةَ والبرلمانية وسيدةَ الأعمال». وأضافت لقد أوضح تقريرُ الاتحادِ البرلماني الدولي أنَّ عددَ أعضاء البرلماناتِ العربيةِ من النساءِ قد تضاعف تقريبا خلال الخمسِ سنواتِ الماضية ليصبح 5ر6 بالمائة بعد أن كان 5ر3 بالمائة عام 2000 غير أنَّ التقريرَ أوضحَ أنَّ نسبةَ النساء بين أعضاء البرلمانات العربية لا زالت أقل كثيرا من المتوسط العالمي للبرلمانيات الذي يبلغ 7ر15 بالمائة حاليا. وتابعت الأميرة لولوة الفيصل قائلة : «مما سبق يتضح بأنه وعلى الرغم من اختلاف الثقافات بين الدول إلاَّ أنه مازالت مساهمةُ المرأةِ القياديةِ في العالم قليلةً بل تُعد ظاهرة قائمة ومتشابهة في معظم دول العالم والسببُ يعود إلى عدة معوقات حالت دون وصول المرأة إلى المراكز القيادية أهمها يتمحور حول التعليم والعادات والتقاليد الأمر الذي أسهم في ضعف تمثيل المرأة في المراكز القيادية وإن تفاوتت من بلد إلى آخر إلا أن نسبة تدني مشاركتها في المراكز العليا وخاصة في الدول النامية تزيد عن نظيراتها في الدول المتقدمة بل إن مساهمةَ المرأةِ القياديةِ في هذه الدولِ تكثفتْ في العملِ الاجتماعي والخيري». وأضافت على الرغم من النجاحات التي أحرزتها المرأة العربية مؤخراً إلا أنه لا يزال العديد من التحديات التي تحول دون المشاركة الكاملة للمرأةِ العربيةِ في عملية التنمية وأبرزها يكمنُ في أن أكثرَ من نصفِ النساء العربيات لا يزلن أميات. وبينت إن زيادةَ وتنويعَ دورِ المرأةِ العربية القيادي يتطلب إستراتيجية شاملة يضمن مشاركتها في جميع المجالات اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وقانونياً، كما سيساعدُ على وصولها إلى مواقع صنع القرار التي ستضمن للمرأة القضاءَ على المعوقاتِ التي تحول دون مشاركتها الفاعلة في التنمية. وقالت الأميرة لولوة الفيصل في ختام كلمتها «على الرغمِ من أهميةِ الدور المهم والمركزي المناط بالحكوماتِ في موضوع إتاحة الفرصةِ لتولي المرأة المناصب القيادية إلا أن هناك دورا موازيا ينبغي القيامُ به من جانب المجتمع ممثلاً بهيئاته الأهليةِ والمدنيةِ وفعالياته الاجتماعيةِ والثقافيةِ هدفه دعم ومساندة الجهد الحكومي لزيادة وتنوع الأدوار القيادية للمرأة في العالم من خلال إعطاءِ عمليةِ قيادةِ المرأة طابعاً عملياً» .