أكد "أحمد البلوشي" -المشرف العام على الأولمبياد الوطني (إبداع)- على أن الأولمبياد يسعى في مجمله إلى صياغة عقل الباحث العلمي المفكر، وتنمية روح الإبداع للمشارك، وفكرته قائمة على أساس التنافس في مسار البحث العلمي، أو مسار الابتكار، مضيفاً أن أهداف الأولمبياد كثيرة ومتنوعة، منها إعادة صياغة اهتمامات الطلبة إلى ميادين التعلم والمعرفة، وتوفير البيئة التنافسية التي تشبع اهتمام شريحة مهمة من أبناء الوطن الموهوبين والموهوبات، وكذلك تنمية روح الإبداع لدى طلاب المملكة في المجالات العلمية والتقنية، إضافةً إلى اكتشاف المواهب العلمية، موضحاً أن مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع -موهبة- وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم عملا على تنظيم هذا الأولمبياد. وقال في حديثه ل"الرياض" بمناسبة قرب إعلان التصفيات النهائية ل"لأولمبياد" الأحد المقبل: إن عدد المشاركين لهذا العام يعادل أربعة أضعاف المشاركين العام الماضي، وبلغ عدد المدارس المشاركة (5243) مدرسة، بما يمثل (35%) تقريباً من المدارس المستهدفة في المملكة، موضحاً أنه يبلغ عدد إجمالي المحكمين والمحكمات أكثر من ألفين محكماً ومحكمة، من الكوادر الوطنية المؤهلة والقادرة، وهو ما يضمن إطاراً منضبطاً لعملية التحكيم، وفيما يلي نص الحوار: بحث علمي * ماهي فكرة الأولمبياد؟، ومن يحق له المشاركة فيه؟ - الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي -إبداع- يسعى في مجمله إلى صياغة عقل الباحث العلمي المفكر، وتنمية روح الإبداع للمشارك، وفكرته قائمة على أساس التنافس في مسار البحث العلمي، أو مسار الابتكار، من خلال تقديم مشروع في أحد مجالات الأولمبياد، باستخدام لوحة عرض عبر المشاركة الفردية أو الجماعية، ويتم تحكيمها من قبل أكاديميين مختصين، لتحديد المشاركة الأفضل، وفق معايير محددة للتأهل إلى مراحل متقدمة، والذين يحق لهم المشاركة فيه هم طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة والثانوية، من عمر (12) إلى (20) عاما. بيئة تنافسية * ماهي أهداف موهبة ووزارة التربية والتعليم من هذا الأولمبياد؟، وهل يجد اقبالاً من المبدعين والمبدعات؟. - أهداف الأولمبياد كثيرة ومتنوعة، منها إعادة صياغة اهتمامات الطلبة إلى ميادين التعلم والمعرفة، وتوفير البيئة التنافسية التي تشبع اهتمام شريحة مهمة من أبناء الوطن الموهوبين والموهوبات، وكذلك تنمية روح الإبداع لدى ناشئة وطلبة المملكة في المجالات العلمية والتقنية، إضافةً إلى اكتشاف المواهب العلمية، وتطوير الطلاب عن طريق حثهم على التعلم والتطوير الذاتي عبر التنافس الشريف، وأخيراً التمثيل المشرف للمملكة في المحافل الدولية بمشاركات متميزة، والأولمبياد بفضل الله يلقى اقبالاً كبيراً من المبدعين والمبدعات، فقد بلغ عدد المسجلين على موقع بوابة موهبة الإلكتروني www.mawhiba.org للمشاركة أكثر من (48) ألف مسجل، والمستهدفين إلى (100) ألف طالب وطالبة في جميع مدن المملكة، وكان نصيب مسار الابتكار من البنين المسجلين (14680) طالبا، وعدد البنات المسجلين على نفس المسار (6607) طالبات، أما في مسار البحث العلمي فقد بلغ عدد المسجلين البنين (19064)، والبنات (7652)، كما أن سجل إجمالي المشروعات المقدمة (5122) مشروعا للمشاركات الفردية والجماعية. أحمد البلوشي أربع تصفيات * أعداد المشاركين كبيرة، أليس من الصعب استيعابهم في مرحلة واحدة؟ - هذا الكلام صحيح، ولكن يحق لطلاب وطالبات المرحلة المتوسطة والثانوية في الشريحة، المشاركة في الاولمبياد بمشروعات في مساري البحث العلمي والابتكارات، وهي التي تخضع لأربع تصفيات، الأولى على مستوى المدارس، وأقيمت منافساتها خلال الفترة من 16/12/1432 ه وحتى 4/1/1433 ه، تحت إشراف مكاتب إدارات التربية والتعليم، كما أن "موهبة" سعت إلى استهداف (100) ألف طالب وطالبة للمشاركة في هذه المرحلة في كافة إدارات التربية والتعليم، وانتقل الفائزون فيها إلى المرحلة الثانية من تصفيات المعارض التي أقيمت في إدارات التربية والتعليم خلال الفترة من 12-26/1/1433 ه، وتضمنت المرحلة الثانية (180) معرضا، وشارك فيها (10) آلاف طالب وطالبة، قدموا ثمانية آلاف مشروع، موزعة بالتساوي على مساري الابتكار والبحث العلمي، تم عرضها على قرابة (2020) محكماً ومحكمة، وتؤهل هذه المعارض الفائزين للمشاركة في المرحلة الثالثة والخاصة بتصفيات المناطق التعليمية والتي تنطلق خلال الفترة من 16 – 24 ربيع ثاني 1433 ه، ويبلغ عدد معارضها (52) معرضا، بمشاركة أكثر من ألفي مشروع، (1036) مشروعا ابتكار، ومثلها لمسار البحث العلمي، ثم تأتي مرحلة التصفيات النهائية وتقام في مدينة الرياض بمشاركة (400) مشروع في مساري البحث العلمي والابتكار، ويشارك في تحكيمها أكثر من (150) محكماً ومحكمة، بإشراف مباشر من "موهبة"، ليتأهل الفائزون خلالها لتمثيل المملكة في المشاركات الدولية. طالب فائز في الأولمبياد الماضي موقع خاص * هذه الأرقام تصبح غير واضحة بدون مقارنتها مع أرقام سابقة لمعرفة الفروق، فهل لكم أن توضحون لنا أكثر؟ - نعم، أوافقكم الرأي في ذلك وبقراءة الأرقام السابقة، يتضح أن عدد المشاركين لهذا العام يعادل أربعة أضعاف المشاركين العام الماضي، وبلغ عدد المدارس المشاركة (5243) مدرسة، بما يمثل (35%) تقريباً من المدارس المستهدفة في المملكة، وبلغ عدد الورش التدريبية (975) ورشة للمعلمين والمحكمين والطلبة ومديري المسارات، وبلغ عدد المستفيدين من التدريب (17229) مستفيداً، كما أعدت موهبة سبع أدلة إرشادية يستفيد منها الطالب والمعلم المشرف على مشروع الطالب، وكذلك المحكمين ومدراء مسارات الأولمبياد، وبلغ عدد الطلبة المستهدفين والذين شاركوا في ورش تدريبية، أو لقاءات تعريفية بالأولمبياد قرابة (100) ألف طالب وطالبة، وتم توزيع أكثر من (100) ألف بوستر ونشرة تعريفية، ساهمت في نشر ثقافة البحث العلمي والابتكار في الميدان التربوي، وتم إنشاء موقع خاص بأولمبياد "إبداع" يواكب كل جديد فيما يتعلق بالمعلومات والفعاليات والأدلة الارشادية، وكذلك مواعيد وأماكن إقامة هذه الفعاليات. متفق عليها * هل هناك معايير معينة تضبط عملية تحكيم المشروعات المقدمة في أي منافسة؟، وكيف يتأكد المشارك من أصالة فكرته؟ - بداية يبلغ عدد إجمالي المحكمين والمحكمات في أولمبياد إبداع بمراحله المختلفة أكثر من ألفين محكم ومحكمة من الكوادر الوطنية المؤهلة والقادرة، وهو ما يضمن إطاراً منضبطاً لعملية التحكيم التي تشرف عليها "موهبة" في كافة مراحلها وفق المعايير الموضوعة والمتفق عليها، وفيما يتعلق بمسار البحث العلمي توجد عدة معايير هي الإبداع والأصالة، والتفكير العلمي والتعمق والمهارة، إلى جانب الأهمية والوضوح والعمل الجماعي، أما مسار الابتكار، فالمعايير تدور حول تحديد المشكلة وأصالة الفكرة وآلية الابتكار، إضافةً إلى اختبار النموذج وبناء النموذج، إلى جانب الناحية العملية للمشروع ومهارات العرض والعمل الجماعي، ويستطيع المشارك أن يتأكد من أصالة فكرته من خلال عدة طرق، كالبحث في الانترنت عن براءات الاختراع، أو الأفكار والمنتجات المشابهة، أو متابعة البرامج التلفزيونية التي لها علاقة بالعلوم والتكنولوجيا بنظرة إبداعية، لأخذ أفكار جديدة، فهي تمكن من إيجاد الخطوة التي بها استكمال مشوار من سبقه في هذا المضمار، وكذلك مراجعة عناوين مشروعات العام الماضي، وأخيراً زيارة بعض المراكز العلمية، حيث يتم تبسيط العلوم وشرح المبتكرات. طلاب ينتظرون توفير الأجواء المناسبة للإبداع نجاح ملحوظ * ما الجديد في الأولمبياد؟، ومعرض التصفيات النهائية لهذا العام؟ - ولله الحمد والمنة يسجل أولمبياد "إبداع" نجاحاً ملحوظاً عاماً بعد آخر، فقد حظي هذا العام باتساع دائرة المشاركة، ودخول شركة "انتل" كشريك فاعل في عملية التدريب في مسار البحث العلمي، مع استحداث لجنة المراجعة العلمية، والتي تسعى للارتقاء بمشروعات الطلبة، وتطبيق المعايير واللوائح الدولية للتمثيل المشرف للمملكة في المحافل الدولية، ومع زيادة عدد المشاركين والتوسع في الأولمبياد، والسعي المتواصل لتجويد هذه المشروعات والمنافسة الحقيقية في المحافل الدولية، حرصت وزارة التربية والتعليم و"موهبة" على أن يكون هناك شركاء يسهمون في تطوير فعاليات الأولمبياد، ودعم وتشجيع الطلبة والطالبات، ومن أبرز هؤلاء الشركاء مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وشركة أرامكو، ووزارة التعليم العالي، وجامعة الملك عبدالله، ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، أما الجديد في المعرض هذا العام وما سيتميز به -بمشيئة الله-، فهو الفعاليات المصاحبة، إلى جانب العروض التفاعلية، فضلاً عن مشاركة جهات عدة، ستمثل إضافة جديدة، والحقيقة أن المعرض يحرص على أن يكون متميزا عن العام الذي قبله. زيادة العدد * في نهاية هذا اللقاء، ماذا سيحمل مستقبل الأولمبياد القادم من جديد؟ - تتعلق الخطوات التطويرية بالعمل على زيادة عدد المشاركين، ونشر ثقافة البحث العلمي والابتكار، ومحاولة الوصول إلى اقامة معرض في كل مدرسة في مختلف إدارات التربية والتعليم في المملكة، وفي الختام أوجه لكم جزيل الشكر على إتاحة الفرصة للحديث عن جهود وزارة التربية والتعليم و"موهبة" لخدمة عناصر الموهبة والإبداع في المملكة، وأدعو كافة المتميزين والمتميزات من أبناء الوطن للتسجيل والمشاركة في الأولمبياد الوطني العلمي للإبداع العلمي على الرابط: www.ibdaa.org.sa في دوراته المقبلة، إن شاء الله تعالى، للإفادة من فعالياته، وما يقدمه للموهوبين والموهوبات.