التوطين كلمة تستمد قوتها ومكانتها من الوطن ,هذا ما عرفناه وتثقفنا عليه, ثقافة زرعت بأنفسنا فحب الوطن نماء وولاء وسلوك محبب يدفعنا جميعا لاتخاذ هذا النهج كمبدأ واجب التنفيذ. ما يميز قضية سعودة الوظائف انها تعد إحدى أهم القضايا التي أصبحت تشكل هاجساً كبيراً لدى حكومتنا الرشيدة وللكثير من المواطنين لاسيما الشباب. وأيضاً تعتبر من أولى اهتمامات الجهات المسؤولة في المملكة العربية السعودية. وتكمن أهمية توطين الوظائف في أن الفشل أو الإخفاق أو التباطؤ في إيجاد حلول مناسبة لها في الوقت المناسب، قد تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها مثل تفشي ظاهرة البطالة وتأثيراتها الاقتصادية والنفسية والاجتماعية على أفراد المجتمع. نفخر انا وزملائي بالاتصالات السعودية اننا مارسنا عمليات السعودة منذ فترة ليست بالقليلة منطلقين من ايماننا ان البلدان تبنى بسواعد ابنائها فتحولنا من عملية إدارة موظفين إلى إدارة رأسمال بشري يقينا منا ان الاستثمار في البشر وليس في التقنيات, فالتقنيات تشترى وتتغير لكن البشر يتطورون وهم موجودون وبالتالي كانت هذه نقطة مهمة لنا ساعدتنا على تغيير ثقافة العاملين وهم مقدمو الخدمة والمستفيدون، فطريقة تقديم الخدمة الآن بالتوجه إلى الجيل القادم تحتاج إلى تغيير قوي جدا في الثقافة نفسها مستمدين العون من الله . لاشك إن برامج السعودة او التوطين تعتبر مرحلة من المراحل المتقدمة التي لابد ان يسبقها برامج تمهيدية وأخرى مساندة يجب التوافق فيما بينها وعلينا مراعاتها قبل وبعد التطبيق لضمان نجاح هذا المشروع بإذن الله. وحيث ان لدينا يقيناً كما لدى غيرنا أن مؤسسات القطاع الخاص أسست في الدرجة الأولى لتحقيق الأرباح مقابل خدمة العملاء , وان النقص يكمن في عدم إيجاد العمالة السعودية المتوفر لديها الخبرات والمهارات لذا سعينا مبكرا لإيجاد الأساليب والاستراتيجيات الواضحة فيما يتعلق بتوطين الأعمال في سوق العمل السعودي , وانتهجنا مبدأ ساعدنا في تحقيق حلم يراودنا جميعا وهو تحقيق معدل سعودة يحق لنا ان نفتخر به ونفاخر مبتعدين بذلك عن الشعارات الرنانة التي تطلق بين الحينة والاخرى لأغراض الكسب الاعلامي وتضليل الرأي العام. ساعدنا كذلك في تحقيق نسبة سعودة عالية عامل اكبر وهو, اننا شركة وطنية نشأت من هذا الوطن وله ,لذا وجدنا هذا الهدف قريبا لنا جميعا , اسهم معنا في تقبل قرارات اتخذت بهذا الخصوص , منها تضمين أي مشروع تقوم الشركة بتوقيعه مع احد المقاولين شرط توظيف كوادر سعودية وتدريبها لتصبح جاهزة للالتحاق بسوق العمل, فعملية التعامل مع مجتمع يفوق نسبة الشباب به 65% من أصعب الأمور, فتعاملنا مع الجانب المتعلق بالعنصر البشري بواقعية وإيجابية جعلنا منه جانبا ايجابيا يحسب لنا ولا يحسب علينا, استحققنا من خلاله تكريم وزراء العمل بدول مجلس التعاون في توطين الوظائف الى جانب تحقيقنا للعديد من الجوائز في هذا المجال. اننا نفخر ونفاخر بتلك المنجزات الكبيرة في مجال السعودة , والتي كان نتاجها تكريم واشادة صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية , والذي جاء تاجاً على رأسي انا وكافة زملائي بالاتصالات السعودية من راعي السعودة الاول والذي كرس وقته وجهده لدعم هذا الجانب وتذليل الصعاب التي تقف حجرة عثرة في طريقه. *الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات السعودية