شاب سعودي أعرفه من خلال رؤيتي له بسوق الفواكه والخضاربالربوة بمدينة الرياض، بدأ منذ أكثر من عقد من الزمان ببداية متواضعة ربما تحت الصفر من خلال الاستدانة لبداية عمل تجاري بسيط وهي تجارة الفاكهة، كنت أستغرب إصراره على العمل وحماسة في بيئة لا تساعد أبداً للسيطرة الأجنبية ومعظمها " تستر" ، ولكنه شق طريقة وعمل بجد واجتهاد، استمر لسنوات بجهده وعمله الشخصي بمثابرة وإصرار وعزم رغم صعوبة العمل في بيئة "تستر" تكفيه أرباح ضئيلة أو حتى خسارة "وتكسير" للأسعار لكي يخرج من السوق ويبقى سوقا للوافدين والأجانب والمتستر عليهم للأسف مواطن سعودي يأخذ نصيبه كل شهر . الشاب السعودي " ياسر" حقق أهدافا كبيرة وكبر عمله التجاري بجهده، لم يُقدم له دعم، لا قرض صندوق ولا منحة أتت له، سألت " ياسر " يوما عن السوق و مصاعبة، وهل لا زالت كما هي؟ . قال: لا زالت والتستر يكبر ويزداد الأمر خطورة ، والأكثر ريبة أن كثيرا من العاملين بهذا القطاع "وهو مثال ونموذج وظاهرة إن شئت " هم عمالة مخالفة أي لا يملكون إقامة نظامية، والتستر يضرب جذوره في هذا السوق لدرجة يصعب جدا العمل به، بل يستحيل كثيرا أن يعمل " المواطن السعودي " بهذه البيئة المخالفة ( تستر ومخالفو إقامة ) ولا نجد من يراقب أو يحاسب أو يعمل على تنظيف وتنظيم السوق ؟ أين وزارة التجارة ؟ وحماية التستر ؟ سألت "ياسر" ما الحل لكشف التستر ؟ قال: كثيرة افتحوا النقاش معنا كتجار وسنعطيكم الحلول ومنها " مسير الرواتب " على كل تاجر أن يظهر مسير الرواتب للعاملين ؟ ومراقبة حركة الحساب البنكي كيف تأتي وتذهب الأموال ولمن ؟ لماذا لا يوجد " شيخ سوق " أو " مرجع " للسوق ويكون تابعا بصورة أو بأخرى لوزارة التجارة ويضبط كل من بالسوق ويعرف محله والعاملين معه ؟ هنا أضع هذا النموذج الحي لمواطن سعودي بدأ من الصفر لم يتلقَ أي دعم "إلا دعاء والدته" ، وجهده وعرقه وطموحه الشخصي، لم تتم حمايته والآخرين من التستر الذي يقضي على كل فرصة لمواطن سعودي، أضع هذا النموذج أمام وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، الذي آمل منه فتح ملف التستر لأنه سيوفر وظائف لشبابنا ويوفر المال لاقتصادنا.