يتوجه المتدربون والمتدربات في معاهد ومراكز التدريب المرخص لها إلى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لأداء الاختبار الشامل، وذلك بعد انتهاء خططهم التدريبية واجتياز الاختبارات بنجاح، والتسجيل والموافقة الخطية وفق قوانين وطرق تحددها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وبناءً عليه تصدر المنشأة التدريبية للمتدرب شهادة اجتياز البرنامج التدريبي أو الدبلوم وتصدق من المؤسسة، ومن لم يحالفه الحظ تتاح له الفرصة لتكرار المحاولة؛ بحيث لا تتعدى أربع مرات إلاّ بعد دراسة فترة تدريبية. يوم واحد! بدايةً بيّنت "مروج الدبيان" -حاصلة على دبلوم برمجة- أنّ موعد الاختبار الشامل من السلبيات في النظام؛ لأنه قد حرمهم من فرص وظيفية أتيحت لهم، وذلك لعدم استلامهم الشهادة، حيث الفارق الكبير بين موعد انتهاء متطلبات الدراسة بالمعهد وبين موعد الاختبار بالمؤسسة، إذ إنّ الاختبار حُدد بعد أربعة أو خمسة أشهر من إنهاء متطلبات البرنامج، مشيرةً إلى أنّ الاختبار يكون شاملاً لجميع المواد التي درسوها في "يوم واحد"، ويتخلل ذلك الكثير من الصعوبة والتشتت، والتي تزيد إذا كان الأسئلة تحوي على شيء من الغموض، وأنّها لا تنكر أنّ المشرفة أوضحت لهم طريقة آداء الاختبار، وقدمت لهم الملاحظات والتنبيهات، ولكن كان ذلك قبل الشروع في الاختبار!. انتظار وتمنٍ وكشفت "أم محمد" - متدربة في أحد معاهد التدريب بالرياض- بأنّها تنتظر الاختبار ومتخوفة من دخوله، متسائلةً "لماذا يتم منع المتدربة من إكمال فقرات الاختبار عند اخفاقها في اختبار السرعة، ويطلب منها مغادرة القاعة؟".. فيما تمنت "أماني" أن تتم تجزئة الاختبار؛ بحيث يكون على مدى يومين متتابعين، كما تمنت أن يؤكد أو ينفى ما يتم تداوله بأنّه عند انتهاء عمر الشهادة "خمس سنوات" تجبر المتدربة على الدخول في اختبار شامل. د.مبارك الطامي استيعاب النظام وأرجعت الأستاذة "رشا الهقاص" -منسوبة في معهد تدريبي بعنيزة- عدم استيعاب المتدربة للنظام لكونها مبهماً لهن، وأنهن في بداية التطبيق للنظام لم يفهمن فكرة الاختبار الشامل للمؤسسة، إضافةً إلى تهاون البعض منهن في حضور المراجعة التي تسبق موعد الاختبار، فكانت نسبة النجاح ضئيلة جداً، حيث لم ينجح سوى طالبتين بواقع إحدى وعشرين متدربة، ثم بعد ذلك ارتفعت نسبة النجاح إلى (80%)؛ وذلك بعد أن اتضحت الصورة لدى المتدربات حول كيفية الاختبار وتصويب الأخطاء الفادحة التي يرتكبنها، وأنّ المتدربة تغادر قاعة الاختبار وهي راضية ومطمئنة من الإجابة، إلاّ أنّها تتفاجأ بالرسوب، ثم تُكرر المحاولة في اختبار آخر فتتفاجأ بالرسوب مرة أخرى، ولذلك حاولت المعاهد إنقاذ المتدربات بعد أن تمّ التركيز على الطريقة الخطأ التي تؤدي بها المتدربة الاختبار، حيث إنّ بعض المتدربات لايدركن أهمية مسح المعلومة الخاطئة جيداً، فالإجابة بقلم رصاص خاص وفي حال لم يمسح أثر الإجابة الأولى جيداً لتحل محلها الاجابة الصحيحة، وبهذا يسجل جهاز التصحيح أنّ الإجابة خاطئة. إرباك وتوتر وطرحت "الهقاص" اقتراحاً، وقالت: "أرى ضرورة زيارة المشرفة للمنشأة والإلتقاء بالمتدربات، إلى جانب المراجعة -والتي لم تبخل المؤسسة بالتعاون في هذا الشأن-، وتقديم التوجيهات والنصائح لهن حول طريقة الاختبار"، معللة السبب بأنّ شرح طريقة الاختبار وكيفية اختيار الإجابات قبل الاختبار مباشرةً وأثناء وجود المتدربة في القاعة "أمرٌ مربك"؛ فالمتدربة تكون متوترة ولم تألف المكان. تأثير نفسي وعن شكوى إحدى المتدربات في منعها من تكملة الاختبار بعد إخفاقها في اختبار السرعة قالت "الهقاص": "لا أعلم عن صحة ذلك، وإن كان صحيحاً فلست مؤيدة لأن تُمنع المتدربة من تكملة الاختبار، ومن حقها الاطلاع على فقرات الاختبار، بما أنّها اجتهدت وحضرت - حتى لو لم تنل درجة النجاح -، وأعتقد أنّ ذلك له تأثير نفسي سيئ على المتدربة، ويحرمها من التهيئة الجيدة عند تكرار المحاولة". تأخير الاختبارات وكشف "هدى القحطاني" -مديرة مركز تدريبي بالرياض- أنّ نسبة النجاح لديهم عالية، وأنّ هذا يعتمد على قوة التدريب، مبينةً أنّ المعاناة الوحيدة هي في تأخير الاختبارات؛ مما يفوت على بعض المتدربات فرصاً وظيفية، حيث الطالبة لا تحصل على الشهادة، لوجود فاصل بين الانتهاء من البرنامج وموعد الإختبار. إجادة المهارة وأوضح "د.مبارك بن محمد الطامي -مدير عام التدريب الأهلي بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني- أنّ الهدف من الاختبار الشامل الذي تعقده المؤسسة ضمان جودة المخرجات من مؤسسات التدريب الأهلية، والتأكد من إجادة المتدربات المهارت المطلوبة في نهاية البرنامج، نافياً ما يقال إن المتدربة التي تخفق في اختبار السرعة تمنع من إكمال باقي الاختبار، وأنّ ذلك القول "غير دقيق"؛ لأن ورقة الاختبار لم تصحح بعد فكيف يمكن معرفة الإخفاق من النجاح؟، مبيناً أنّ الذي يحدث أنّه بعد إنتهاء الاختبار تحال الإجابات للتصحيح وتعتبر المتدربة التي أخفقت في اختبار السرعة "راسبة فوراً" ولا يستكمل تصحيح اختبارها،؛ لأن اجتياز اختبار السرعة جوهري في الفرق بين دورتي استخدام الحاسب بالأعامل المكتبية (3 أشهر)، وبين دور إدخال البيانات ومعالجة النصوص(6 أشهر)، وأنّ كلتا الدورتين تشتركان في نفس البرنامج ماعدا "السرعة"، مفيداً بأنه يحق للمتدربة طلب إعادة الإختبار بعد أسبوعين وهي فترة المراجعة. زيارات وعقوبات نظامية وأكّد "د.الطامي" على أنّ هناك مشرفات يزرن المعاهد ويتابعن التدريب ويلتقين بالمتدربات، ويعملن على إرشادهن بالملاحظات، كما يحرصن على رصد مخالفات وتجاوزات المعاهد، وأنّ الشهادات المصادق عليها من جهات أخرى غير المؤسسة لا يعترف بها؛ لأن المؤسسة هي صاحبة الصلاحية في شهادات الدورات التدريبية كما هو الحال بالنسبة للجامعات في الشهادات الأكاديمية، وأنّ الشهادات التي تصل للإدارة يتم اعتمادها في نفس اليوم، ويشترط أن تكون خالية من الأخطاء، مبيناً بأنّ النظام الذي يقر انتهاء صلاحية الشهادة بعد مرور خمس سنوات مصدره وزارة الخدمة المدنية وليس المؤسسة، نافياً بأنّهم يجربون الطالبة على تأدية اختبار شامل بعد انتهاء مدة الشهادة، وأنّ ذلك غير صحيح على الإطلاق. معاهد غير مرخصة ووجه "د.الطامي" الراغبات في الالتحاق بدورات تدريبية بضرورة التأكد من نظامية المعهد والبرنامج، وذلك من خلال الدخول على موقع الإدارة العامة للتدريب الأهلي، والاستعلام عن المنشأة التدريبية، وهناك يمكن الحصول على كل المعلومات المطلوبة بدل الالتحاق بمعاهد غير مرخصة، أو الحصول على شهادات غير نظامية ولا ينفع الندم بعد ذلك.