من الكتب التي اطلعت عليها في فترة مبكرة مجموعة قصص الأنبياء للأطفال لعبدالحميد جودة السحار بالمشاركة مع كاتب آخر طمست الرقابة اسمه بالحبر الأسود. ولعلي وقتها قد اهتممت أن أعرف الاسم المطموس أكثر من اهتمامي بموضوع القصة فحاولت بشتى الطرق حتى استطعت ان اقرأ هذا الاسم وإذا به سيد قطب. ولعل الكثير ممن تناول سيرة سيد قطب الفكرية والثقافية واعماله المبكرة في النقد الأدبي ثم كتاباته الإسلامية لم يتناول كتابات سيد قطب لللأطفال. كنت وقتها في حيرة وتساؤل، لم أفهم لماذا يحجب اسم مؤلف بالحبر الأسود؟ وبقي معي هذا التساؤل الى أن كبرت وعلمت من هو سيد قطب ومن هو السحار ولماذا حجب اسمه في قصص الأطفال، اذًا من الوارد جدا ان تغيب اسماء مؤلفي كتب لأسباب سياسية أو اجتماعية أو دينية من على أغلفة الكتب، وان تنسب كتب لغير مؤلفيها وقصائد لغير ناظميها، وان يتقول المتقولون بغير الحق انتصارا لحجة او نصرة لمذهب. ولنأخذ مثلا: شيخ الإسلام ابن تيمية سنجد بعض الكذبة عليه يوردون اقوالاً وينسبونها لشيخ الإسلام علما أن شيخ الإسلام حنبلي سلفي العقيدة وانتصر كثيرا لهذا التوجه وألف الكتب في ذلك وفند حجج الخصوم ونافح عن العقيدة السلفية فلو جاءنا أحدهم بخلاف هذا التوجه ونسبه لشيخ الإسلام لم يقبل منه ذلك لعدة أسباب من أهمها تواتر خلاف ذلك عن شيخ الإسلام أي (تبنيه للعقيدة السلفية) والسبب الآخر الخصومة مع شيخ الإسلام ومذهب السلف الصالح رحمهم الله جميعا. نعم يوجد وبكثرة كتب في التراث غاب عنها اسماء مؤلفيها مثل كتاب ألف ليلة وليلة وكتاب حكايات ابو القاسم البغدادي الذي اعاد طبعه عبود الشالجي ونسبه لأبي حيان التوحيدي وانا اشك في ذلك أما كتاب الف ليلة وليلة فقد وصل لنا من الهند من غير ذكر المؤلف وتداولته ايدي النساخ بالإضافة والحذف حتى وصل لنا بشكله أو اشكاله فما يوجد في السوق أكثر من ألف ليلة وليلة وليست رواية واحدة فبعضها يغلب عليها العامية المصرية وبعضها كتبت بلغة متوسطة بل أن بعض الحكايات كتبت بلغة سليمة ثم نجد نفس الحكاية قد كتبت بلغة عامية.