مدينة "وعد" الشمال الاقتصادية، وعد تحقق على أرض الوطن الحبيب، وهذا الوعد أقوى وأعلى صوتا من أي قول، لأنه من أقوال عبدالله بن عبدالعزيز الإنسان الملك راعي العدالة والتنمية، ورائد الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي في بلادنا. إن الوعد الذي أُنجِزَ أروع وأصدق من أي كلام، فليُنصت التاريخ عندما تتحدث الإنجازات، وها هي منجزاتنا تتحدث عن نفسها، وها هي عجلة التنمية مستمرة في الدوران بتوفيق الله، ثم بحكمة القيادة الرشيدة. لقد خطت مملكتنا الحبيبة في عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك المفدى عبدالله بن عبدالعزيز، خطوات واثقة نحو أهدافها المرسومة، وحققت إنجازات شامخة وعملاقة على مختلف الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فمن مدن اقتصادية متعددة الأغراض، الى مشروعات عملاقة متنوعة، استطاعت أن تغير شكل الحياة علي أرض هذا الوطن الغالي، في شتى المجالات التعليمية والصحية والصناعية وغيرها. ففي إطار خطة الدولة، في توزيع التنمية في البلاد والتي بدأ يلمسها الكبير والصغير، من حيث الجامعات التي أصبحت في كل منطقة، والمدن الصناعية التي انتشرت هنا وهناك على أرض الوطن الحبيب، فمن سبع جامعات أصبحت بلادنا تعج بأربع وعشرين جامعة حكومية، تنشر نورها في شتى أرجاء البلاد، هذا فضلاً عن العديد من الجامعات الأهلية التي تدعمها الدولة، ومن مدينتين صناعيتين إلى عشرات المدن الصناعية التي تدفع عجلة التنمية في شتى أرجاء الوطن. وما مدينة وعد الشمال الاقتصادية إلا واحدة من هذه المدن العملاقة التي تجسد على أرض الواقع خطة الدولة، لتوزيع التنمية في شتى مناطق البلاد، فقبل أيام قليلة، أُثلِج صدور أبناء هذا الوطن بصفة عامة، وأبناء منطقة الحدود الشمالية بصفة خاصة، قرارمجلس الوزراء الموافقة على إنشاء مدينة اقتصادية عملاقة، أُطلق عليها "مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية" التي هي جزء من تطلعات القيادة الحكيمة نحو التنمية المستدامة على أرض هذا الوطن المعطاء. الجامعات باعتبارها بيوت الخبرة العلمية، يمكن لها أن تلعب دورا كبيرا في المشورة، فضلاً عن قيامها بواجباتها البحثية والتعليمية واثراء العلم والمعرفة، فإذا كان يقع على عاتق الجامعة مسؤولية تقديم المشورة العلمية لكافة قطاعات المجتمع، حكومية كانت أم خاصة، وتقديم الخدمات البحثية والاستشارية، وإيجاد الحلول لشتى المشكلات العلمية والعملية، فإن ثمة شراكة لا بد أن تكون حاضرة باستمرار بين الجامعة والمجتمع المحلي في البحث والتطوير ودراسة المعوقات والعقبات التي تقف في طريق التنمية، إيمانا منا بأن جامعة الحدود الشمالية هي الرئة النابضة في هذه المنطقة، ومن منطلق إحساسنا بمسؤوليات جامعتنا تجاه هذا الوطن بصفة عامة، وهذه المنطقة بصفة خاصة، نسعى لتسخير كل طاقاتنا وامكانياتنا من أجل المساهمة الفاعلة في هذا المشروع العملاق الذي يعود نفعه على أبناء المجتمع. وانطلاقاً من قناعتنا بأن البحث العلمي هو قاطرة التنمية في المجتمعات، وحيث أن الجامعة - ولله الحمد - لديها كوكبة تعتزبها من العلماء والخبراء في مختلف التخصصات، قادرين على تطويع المنجزات العلمية لخدمة مجتمعنا وتنمية موارده وقدراته، من خلال من هم على رأس العمل، أو من يتوقع عودتهم من مبتعثي الجامعة في مختلف التخصصات التي تحرص الجامعة على ابتعاثهم إلى أرقى الجامعات العالمية، فإنها تعمل الآن على إيجاد مركز للبحوث العلمية يمكن من خلاله تقديم كل ما تحتاج اليه هذه المدينة من خدمات بحثية وتخطيطية، قائمة على أساس علمي سليم. ومن خلال كليات الهندسة والعلوم وإدارة الأعمال وغيرها من مؤسسات الجامعة التعليمية، سوف تكون قادرة على تقديم خدمات عديدة كتنمية القدرات وتطوير المهارات، والمساعدة في ترجمة الأهداف إلى سياسات، والسياسات الى إجراءات محددة يمكن تنفيذها على أرض الواقع، بالإضافة الى العديد من الخدمات الأخرى والتي ترتبط مباشرة بحل مشكلات الإنتاج وتحسين نوعية المنتج، وترشيد التكاليف وتقليص الفاقد، وابتكار تقنيات ونظم إنتاجية تساعد على استخدام المواد الأكثر وفرة والأرخص سعراً. هذا فضلاً عن أن الجامعة لن تألو جهداً في التفاعل مع حاجة هذه المدينة الصناعية الواعدة باستحداث أي تخصص قد تحتاجه هذه المدينة مستقبلاً. إن جامعة الحدود الشمالية مستعدة للتعاون مع إدارة هذه المدينة الاقتصادية، وهي قادرة - بإذن الله - على القيام بواجباتها على الوجه الأكمل لتقديم الدعم والمشورة والبحث العلمي في مجال أنشطة هذه المدينة الواعدة، بما يساعد في إنجاح هذا المشروع وتحقيق أهدافه. مدير جامعة الحدود الشمالية *