حتى العنوان ربما لم يكن مناسبا ويقع في دائرة حيص بيص الرياضية حاليا، وقبل أن أكتب مقالي الأسبوعي فكرت مليا حول أهم ما يجب أن أكتب عنه، فوجدت الكثير من القضايا التي لاتعرف أيها أولى، كلما خضت في موضوع لأجمع عنه مايجب أن أستند إليه أجد نفسي فجأة خرجت إلى موضوع متداخل أو بعيد جدا مثلما كنت في ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس في ملبورن نتأهب للعودة مع المنتخب وفي عصر هذا اليوم بدبي تأهبنا للعودة إلى الرياض بعد رحلة 16 ساعة، ساعتان منها توقف في كوالالمبور، ثم نؤدي صلاة العشاء في الرياض. مازلت أعيش مشهد الطلاب والجمهور السعودي عامة بين الشوطين في ملعب (إيمي بارك) ونحن نجوب الممرات المكتظة بالأستراليين لتناول مالذ وطاب واقتناء المشتريات ومنها قميص جديد لمنتخب أستراليا بمناسبة هذه المباراة التي خسرها صقورنا الخضر 2-4. بين الشوطين ألف حكاية وحكاية إلى درجة أن أستراليا أصر على الوقوف بجانبي مع مجموعة طلاب في صورة للذكرى وكان يردد أنتم تستحقون التأهل بعد هذا المستوى الجميل والهدفين الرائعين، وبالمناسبة الطلاب في ملبورن أتوا من مختلف المدن الأسترالية في مشهد حضاري رائع لدعم المنتخب الوطني، وكانوا يمنون النفس بالتأهل، علما أن آخرين وحسب تأكيد كثيرين لم يكونوا واثقين من الفوز ففضلوا البقاء في مدنهم! عدنا للشوط الثاني فضاع الحلم في غمضة عين وثلاث دقائق هستيرية مجنونة قلما تتكرر في عالم المجنونة. وفي محيطنا الإعلامي داخل الملعب، ناداني زميل بعد هدف سالم الدوسري الرائع: يا أخ خلف هذا عنوان مجاني إذا فزنا إن شاء الله:(المنتخب سالم)، فقلت له ..أبشر وإذا انتهت على خير فسأزيد (غانم).. ؟! لن أخوض في تفاصيل المباراة التي أشبعت ضربا وتحليلا وآهات وحسرات وشطحات، لكنني أقول فقط هي استمرار لما يحدث لكرتنا من تراجع وتضعضع وعدم ثقة وفوضى وتراكمات، والصحوة المتأخرة من الصعب أن تؤتي ثمارها سريعا. وفي حيص بيص لم نعد نعرف ما هو الرأي السديد؟ هل كل مايقال يستند إلى قوانين وأنظمة؟ هل الناقد الذي يستعيد ماحذر منه متربص أم صادق أم يتشفى..أم...؟ هل خسارة كانت متوقعة تستحق هذا التهويل والإيغال في النقد والتجريح والتجاوزات وتوزيع الاتهامات؟ كثيرون صاروا يصارخون ويرفعون أصواتهم بما يوهم المتلقي أنهم جريئون وواثقون من معلوماتهم المغلوطة، وفي النهاية يكونون مثارا للضحك! راقبوا المشهد، وكيف تهافت كثيرون على منصب رئيس اتحاد القدم قبل أن تعلن الشروط والضوابط، هل هؤلاء فعلا هم من سيقودون الكرة؟! بعض الأعضاء كانوا صامتين أربع سنوات وما أن حانت الفرصة إلا وهات يا إسقاطات..!! كان البعض يطالب الأمير نواف بن فيصل بالتخلي عن مناصبه، وحينما استقال انقلب الحال؟! ومن خلال هذه المشاهد مجتمعة أجزم أن الأمير نواف بن فيصل هيأ لأرضية تتيح للجنة المعنية بالجمعية العمومية أن تضع الضوابط التي تكفل بنسبة كبيرة عدم توريط الكرة بمن ليس لهم إلا البهرجة..والله المستعان مع دعواتنا أن يقيض الله لرياضتنا من هم أهل لها في كل مناصبها.