كشفت دراسة حديثة في مجال تقنية المعلومات عن عدة مزايا لاستخدام الكتاب الإلكتروني في التعليم العالي مثل تخفيض الأسعار وسهولة الحصول على الكتاب وسهولة حمله وغنى المحتوى الإلكتروني مقارنة بالكتاب التقليدي إضافة إلى تقليص استخدام الورق. وركزت الدراسة التي نفذها فريق من مركز تقنية المعلومات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بإشراف مدير المركز د. منصور بن عبدالعزيز الدعجاني بمشاركة عثمان النمير ومصطفى حبيب وعبدالعزيز الدوسري وماهر قهوش في النواحي الفنية المتعلقة بالكتاب الالكتروني في الجامعات والكليات. وفي ذات السياق قال الدعجاني إن الدراسة اوضحت إن للكتاب الالكتروني بعض السلبيات مثل التأثير في العين ومدة البطارية وانقطاع الاتصال وصعوبة التصفح ومخاوف حفظ حقوق الناشرين. وأضاف أن كل هذه المعوقات سوف تتلاشي قريبا مع التطور السريع الحاصل في تقنيات الأجهزة والتطبيقات الالكترونية وسوف يتمكن الطالب قريبا من استبدال الكتب التقليدية بكتب الكترونية تفتح آفاقاً جديدة في طرائق التعلم والتحصيل، مشيراً إلى أن الكتاب الالكتروني يفتح المجال لإثراء المحتوى عن طريق روابط الانترنت والشرح الإضافي باستخدام الوسائط المتعددة والتعاون عبر شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من المميزات المثيرة. وأوضح الدعجاني أن الدراسة شملت مقارنات فنية بين كافة الأجهزة اللوحية المتوافرة في السوق من حيث مناسبتها لتطبيقات الكتاب الإلكتروني، حيث تمت دراسة المزايا الفنية والقدرات التشغيلية لهذه الأجهزة وأنماط الطبعات الإلكترونية التي تدعمها، ومدة حياة البطارية، ودرجة الوضوح، ودعم الاتصال اللاسلكي، وغيرها. مضيفاً أنه تمت كذلك دراسة جوانب أخرى مثل النواحي الصحية وتأثيرها في العين، خصوصاً أن المستخدم سوف يقضي أوقاتا طويلة للقراءة من هذه الكتب. وأضاف أن الدراسة شملت أيضاً مقارنات بين الهيئات والأنماط المتوفرة حالياً للكتب الالكترونية، حيث تمت المقارنة من عدة نواح مثل دعم المعايير العالمية، ودعم الوسائط المتعددة، والمعايير المفتوحة المصدر والتأشير وإضافة المذكرات والحواشي والعلامات المرجعية. وذكر أن الدراسة شملت مقارنة بين نظم التشغيل المختلفة مثل نظام "أندرويد" و"أبل" و"كوبو" و"ويندوز" و"سوني ريدر" وغيرها من ناحية دعمها لهيئات الكتب الالكترونية المختلفة، وقد وجد أن نظام "أندرويد" و"أبل" يوفران أكبر دعم لهيئات الكتب الالكترونية حيث يوفر عدة خيارات للمستخدم في هذا الصدد. وأكد رئيس الفريق أن الدراسة خلصت إلى أن هيئات (ePub) و(PDF) و(AZW من "كندل") توفر أكثر هذه المزايا، منوهاً إلى ضرورة دعم الكتب الالكترونية لتقنية "إدارة الحقوق الرقمية (DRM)" وذلك لضمان حقوق النسخ التي تعد متطلباً من قبل الناشرين لنشر وتوزيع النسخ الالكترونية. وقد اعتمد نمط معين لملفات الكتب الالكترونية وهو نمط (ePub) الذي يحقق مزايا تبادل ونشر الكتب الالكترونية بطريقة عملية وجذابة للمستخدم. وأضاف د. الدعجاني أن مقارنة التطبيقات التي تدعم الكتب الالكترونية من جوانب عديدة مثل سهولة الاستخدام ودعم هيئات الكتب المختلفة، والمزايا التي تقدمها هذه التطبيقات تقدمها دور النشر عادة مثل شركات "ويلي" و"ماقروهيل" و"بارسون" وغيرها. كما تم إجراء مقارنة فنية بين المتصفحات المخصصة للكتب الالكترونية مثل "ألديكو" و"كوبو" وسوني ريدر" من نواحي المميزات التي تقدمها هذه المتصفحات. ومن أمثلة هذه المميزات التأشير والبحث وسهولة الاستخدام والعلامات المرجعية وغيرها. وقال د. الدعجاني إن الدراسة تضمنت استبيانا أعد لجمع مرئيات بعض الطلاب عن الكتب الالكترونية ومدى ملاءمتها للاستغناء عن الكتب الورقية بالجامعة من خلال التجربة الفعلية لهذه الكتب، وطبقاً لنتائج الاستبيان فإن أكثر المشاركين يرون أن نظام "بوكشيلف" على أجهزة أبل أيباد يوفر مرونة كبيرة في التعامل مع النص ووضوح الشاشة وسهولة القراءة وسرعة التجاوب، كما أبدى أكثر المشاركين في الاستبيان جاهزيتهم لاستبدال الكتب الورقية بكتب الكترونية في حال توافر حلول للسلبيات الفنية الحالية مثل التأثير على العين ومدة البطارية والاتصال اللاسلكي وسهولة التصفح ودعم الكتب الجامعية.