تعاني محافظة القريات من ظاهرة خطيرة اخذت في الانتشار السريع وهي ظاهرة السرقة والسطو على المنازل والممتلكات الخاصة والاحواش والسيارات وغيرها. ولقد أصبح الجميع من الاهالي يدركون مدى توسع هذه الظاهرة وتطورها بشكل يثير الجدل ويوجب الحيطة والحذر في كل شؤون الحياة.. حتى اماكن الترفيه والاستراحات لم تسلم من يد السارق التي امتدت اليها وجردتها بكل مافيها من ممتلكات، ايضاً الدوائر الحكومية والمدارس، وفي فترة ماضية ليست ببعيدة تعرضت أكثر من 15 مدرسة في القريات الى السرقة، الى جانب سرقة الاغنام والاعلاف، حيث سجلت العديد من الشكاوى التي تعرض فيها كثير من الملاك لسرقة مواشيهم والاعلاف من الاحواش الخاصة بهم، كذلك المحلات التجارية وخاصة محلات بيع اجهزة الجوال وبطاقة الاتصال لم تسلم من السرقة، و كان لها النصيب الاكبر من هذه الحوادث، نظراً لصغر حجمها وارتفاع سعرها مما يجعلها وليمة دسمة وسهلة للسارق الذي يحب هذا النوع من السرقات، ولقد تعرضت العديد من هذه المحلات في القريات الى السرقة وتم القبض ايضا من قبل رجال البحث الجنائي على مجموعة من هؤلاء اللصوص نظراً لاعطاء هذا النوع من السرقات الاهتمام الاكبر لارتفاع قيمة المسروقات. هذه هي الحقيقة المريرة التي يعاني منها اهالي القريات الا ان الامر تطور الى ابعد من ذلك حين ابلغ امام احد المساجد بالقريات عن سرقة مكيف المسجد ؟؟؟ وبعد البحث والتحري من قبل الجهات الامنية والامام نفسه ايضا قام بالبحث حتى وجد المكيف وهو معروض للبيع في احد محلات الاثاث المستعمل، كما عثر ايضا على اسم ورقم بطاقة الاحوال الخاصة بالشخص الذي قام ببيع المكيف وبعد تعرف امام المسجد على المكيف والتأكد منه قام بابلاغ الجهات المختصة والذين قاموا بالقبض على السارق وتقديمه للمحاكمة. وفي حادثة غريبة على مجتمعنا تم القاء القبض على امرأة سارقة وهي تقوم بسرقة احد محلات الذهب بالقريات حين اكتشفها صاحب المحل وقام باقفال المحل وابلاغ الجهات الامنية التي حضرت فوراً والقت القبض على السارقة وتم اعادة المسروقات.. هنا نجد مشاركة نسائية في هذه الظاهرة!، كما تم استخدام الاطفال في السرقة وذلك من خلال فتحة صغيرة يتم عملها في جدار المحل التجاري المراد السرقة منه، ويتم ادخل الطفل لصغر حجمه ومن ثم يقوم باعطاء السارق الحقيقي الاغراض التي يريدها وهذا ماحصل فعلاً لاحد محلات بيع الجوالات بالقريات، وعند احد المساجد واثناء اقتراب احد المصلين من المسجد للصلاة قام باخراج جواله لكي يقفله فتفاجأ بذلك الطفل الذي يخطفه من بين يديه ويهرب بسرعة من امامه وحاوال اللحاق به الا انه لم يستطع وهنا نجد ايضا مشاركة الاطفال واستخدامهم في مثل هذه الاعمال المشينة التي حرمها الله على عباده. وفي ظل هذه التطورات الغريبة والخطيرة والتي قد يكون السبب الرئيسي في ازديادها وتفاقمها هو ان شعبة البحث الجنائي والتحري في محافظة القريات والتي تقوم بجهود كبيرة ومضنية للقبض على السارقين ومراقبتهم ومتابعتهم ان اغلب افراد الدوريات التي يقوم بها رجال الامن هي على سياراتهم الخاصة مما يدل على نقص المركبات لديهم بالاضافة الى نقص عدد الافراد العاملين في هذه الشعبة والتي تعاني من نقص الامكانيات والكوادر التي تساعد في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة. وللاطلاع اكثر على هذا الموضوع التقينا مع بعض الاهالي الذين تعرضوا لمثل هذه السرقات، وقال في البداية المواطن قاسم مدالله الكويكبي لقد تعرض منزلنا الى السرقة ثلاث مرات ولم يتم القبض على الجاني في أي منها، رغم تباعد الفترة الزمنية بينها، وقمنا بابلاغ الجهات الامنية الا انه حتى الان لم يقبض على الجاني، كما وأنني اشاهد وأرى معاناة الكثير من الاهالي الذين يعانون من هذه المشكلة، كما اذكر انه في احدى المرات قد تعرضت شقة عريس للسرقة بعد زواجه باسبوع، وفقد جميع مجوهرات زوجته، وذلك اثناء زيارته الى اهله في مدينة القريات. كما التقينا مع المواطن عايد عبدالله البلوي وهو مربي ماشية وصاحب احد الاحواش في حراج الغنم بالقريات، وقال: لقد تعرض حوش الغنم الخاص بي الى العديد من السرقات والتي كنت افقد فيها شاة او اثنتين من ضمن المجموعة المتواجدة في هذا الحوش، حيث قمت بالابلاغ عنها، مشيراً الى انه بحكم تواجدي المستمر في حراج الاغنام يسمع الكثير عن السرقات التي تحدث في السوق والتي وصلت ايضا الى حد سرقة الاعلاف التي يتم تخزينها للمواشي.