المملكة تعزز ريادتها في الذكاء الاصطناعي ب100 مليار ريال    أمير الرياض يطلع على إستراتيجية «الجيولوجية»    "الإحصاء": الاقتصاد السعودي ينمو بنسبة 4.8% خلال الربع الثالث من عام 2025    توقيع اتفاقيات إستراتيجية وإطلاق دراسة دولية حول التنقل الذكي في ثاني أيام قمة كوموشن العالمية 2025 بالرياض    رفع إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه في المملكة ضمن مستهدفات رؤية 2030    رئيس الشورى يلتقي نظيره القطري    نداء أممي لتوفير 33 مليار دولار لدعم 135 مليون شخص    ترمب: زيلينسكي لم يقرأ مقترح خطة السلام    برعاية وزير الرياضة| انطلاق بطولة مهد الدولية للقارات في نسختها الثانية    بنصف مستوى سالم    القيادة تهنئ رئيس سوريا بذكرى يوم التحرير لبلاده    الإمارات تجهز النصر والهلال والاتحاد    متحدث الجوازات: تفعيل الجواز شرط للسفر بالهوية الوطنية بعد التجديد.. ولا يشمل الإصدار لأول مرة    الشورى: منجزات نوعية ساهمت في تعزيز الفرص التنموية ورفع كفاءة سوق العمل    القوات الخاصة للأمن البيئي تشارك في معرض (واحة الأمن) بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل ال (10) بالصياهد    العلا.. عالمية في السياحة الثقافية    سمو وزير الثقافة يلتقي المديرة العامة السابقة لمنظمة اليونسكو في متحف البحر الأحمر    "التخصصي" يتوّج بثلاث جوائز    أسطح منازل الرياض مؤهلة لتغطية 40% من استهلاك الكهرباء بالطاقة الشمسية    رغم انخفاض النفط الناتج المحلي الإجمالي يواصل نموه ويرتفع 2.5%    سفارة المملكة في واشنطن تقيم حفلًا لدعم مبادرة 10KSA    24 دولة مشاركة في معرض جدة للكتاب    الاجتماع الأول للجنة الصحة المدرسية لمناقشة مهامها ضمن إطار انضمام محافظة بيش لبرنامج المدن الصحية    اقتحام الأونروا يفتح جولة جديدة من الصراع    الملتقى الرياضي السعودي 2025 ينطلق غداً بعرعر    أمانة القصيم تعمل خطة ميدانية محكمة استعدادا للحالة المطرية في منطقة القصيم    هل القرآنيون فئة ضلت السبيل.؟    في الذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد: الشرع يتعهد بإعادة بناء سوريا قوية وعادلة    خيرية مرض ألزهايمر تحصد شهادة الأثر الاجتماعي    الرياض أول مدينة سعودية تنضم رسميًا إلى شبكة المدن العالمية    الشيخ البصيلي يختتم المحاضرات التوجيهية لمراكز الدفاع المدني بعسير    شراكة استراتيجية بين مجموعة روتانا للموسيقى و HONOR توثق لحظات لا تتكرر انطلاقا من جلسة شعبيات محمد عبده    نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية الذوق العام    سوق الأسهم السعودية يغلق متراجعا وسط سيولة 3.5 مليارات ريال    الأفواج الأمنية بجازان تقبض على شخص لترويجه 11 كيلو جرامًا من نبات القات المخدر    صلاح يهدد بالاستبعاد عن مواجهة انتر ميلان    الأهلي يتفق على تمديد عقد ميندي    إحالة منشأة تجارية إلى النيابة العامة لتداول أجهزة طبية مخالفة للنظام    عازم و تجمع عسير الصحي توقّعان مذكرة تفاهم لتنفيذ مشروع " خطوة "    ⁨الإسلام دين السلام لا إرهاب وعنف⁩    ثلاث مدن سعودية تنضم إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلّم    التدخل العاجل ينقذ 124 حالة بمستشفى أجياد    اعتمد لجنة لتطوير الحوكمة.. «الألكسو» برئاسة السعودية: إنشاء المركز العربي لدعم المسار المهني    اشتراط تفعيل الجواز للسفر بالهوية الوطنية    «التحالف الإسلامي» يطلق برنامج الاستخبارات التكتيكية بالرياض    لا تلوموني في هواها    للعام الخامس على التوالي.. يزيد الراجحي يتوج ببطولة السعودية تويوتا للراليات الصحراوية    تصاعد الاعتقالات والمواجهات في الضفة الغربية    آل الشيخ يطلق النسخة الثانية من مبادرة «ليلة العمر».. رسم بداية جديدة لشباب الوطن    «سار» تحصد جائزة أفضل مركز اتصال بقطاع السفر    في معرض "أرتيجانو آن فييرا" بمدينة ميلانو.. «الثقافية» تعرف العالم بتاريخ وثقافة السعودية    السمنة تسرع تراكم علامات الزهايمر    جامعة الطائف تكشف بدراسة علمية عن مؤشرات فسيولوجية جديدة للمها العربي في بيئته الطبيعية    نائب أمير الشرقية يطلع على أعمال فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف بالمنطقة    تتم عبر تصريح «نسك» للرجال والنساء.. تحديد زيارة الروضة الشريفة ب«مرة» سنوياً    المجلس العالمي لمخططي المدن والأقاليم يختتم أعماله.. ويعلن انضمام أمانة الرياض لعضوية المنظمة العالمية "ISOCARP"    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. "التخصصات الصحية" تحتفي ب 12,591 خريجًا من برامج البورد السعودي والأكاديمية الصحية 2025م    أمير منطقة جازان يؤدى واجب العزاء والمواساة لإبراهيم بن صالح هملان أحد أفراد الحماية (الأمن) في وفاة شقيقته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خيال الطفل
ايقاع الحرف
نشر في الرياض يوم 01 - 03 - 2012

قبل ثلاث سنوات، اتصلت عليّ طفلتي الصغيرة وكنت مشغولا حينها فلم أردّ عليها. وبعد أن انتهيت من انشغالي هاتفتها وسألتها إن كانت تريد شيئًا، فأخبرتني وكانت وقتها في الصف الثاني الابتدائي أنها كانت تريد أن تسألني عن معنى كلمة في إحدى سور القرآن الكريم التي تدرسها، فطلبت منها أن تذكرها لي، فقالت لي: خلاص، عرفتها من قوقول.
لقد تعلّمت الطفلة الصغيرة كيف تتعامل مع الإنترنت وتبحث عن الكلمة وتختار الإجابة. كانت هذه الطريقة في التعلم لم تخطر على بال جيلنا ممّن كان يجد المعلومة محصورة في الأشخاص فقط. كنّا إذا استشكلنا أمرًا من الأمور ليس أمامنا سوى المعلم أو أحد الأقارب من المتعلمين، وكنّا نجد الحرج ونعيش معاناة شديدة لكي نملك الجرأة ونذهب للسؤال عن معلومة بسيطة. وفي أحيان كثيرة، كنّا نعرض عن السؤال بسبب صعوبات الحصول على الجواب من الأشخاص الذين تتحكم فيهم أمزجة متقلبة أو معارف محدودة. لكن طفل اليوم، أصبح أكثر وعيًا وجرأة في البحث عن المعلومة من خلال هذه الوسائط التقنية التي يسّرت البحث عن المعرفة.
أصبح الطفل اليوم مفتونًا بأجهزة الكمبيوتر والآيباد والآيفون وبالألعاب والأفلام والقصص التي يحصل عليها بسهولة. إن الصورة الذهنية التي تشكلها هذه المعارف والمعلومات غيّرت من محتوى خيال الطفل وجعلته يصنع "أيقونات" جديدة تشكل خياله بصورة تساعد على فتح الأفق لديه في مجال مايعرف ب"الخبرة الذاتية". وأبسط مثال لذلك ما نشاهده في أشكال الدمى والألعاب الخاصة بالأطفال، فتجد مناظر عجيبة يألفها الأطفال بسبب تعدد الألوان والمرايا والتشكيلات فيها رغم أنها بالنسبة لنا تكاد تكون صورًا مرعبة، وأتوقع أنني لو رأيت إحدى هذه الدمى المزركشة التي يألفها أطفال اليوم في طفولتي فربما أصبت بكابوس لاينتهي من الفزع.
لماذا صورة الدمية المزركشة والمطعمة بالمرايا ترعبني في حين يجد فيها طفل اليوم متعة وألفة؟ إن خبرتي ذاكرتي لا تحمل في داخلها هذا المنظر نهائيًا ولهذا فإنها ترفضه، في حين أن خبرة طفل اليوم قد حفلت بمثل هذه المناظر التي يشاهدها في الأفلام والصور. هناك صور عجيبة للأشخاص في مظهرهم تبدأ من أفلام الكرتون وتستمر في الأفلام العلمية والخيالية، بإمكان طفل اليوم أن يرى رأس شخص ضخمًا بحجم يماثل ناطحة السحاب أو يرى قدمًا طويلة تتخطى الجبال..إلخ. هذه الصور دخلت إلى محتوى خيال الطفل فأضافت إليه الصور غير الواقعية فأصبحت وكأنها حقيقية.
وإذا كانت هذه التجارب قد أضافت إلى محتوى خيال الطفل وجعلت مايسمى بالأيقونات الذهنية أكثر عددًا، فإن سؤالا يطرحه خبراء التربية حول مساحة الخيال التي يملكها الطفل اليوم ومقارنتها بمساحة الطفل في السابق. الطفل اليوم يقرأ القصص ويسمعها ويشاهدها، لكن الطفل في السابق كان يسمعها من ذاكرة المتكلم مباشرة. حينما كان أطفالي صغارًا جلست معهم لأحكي لهم حكاية من عندي، فرفضوا الاستماع لي وطلبوا مني أن أقرأ لهم من الكتاب، ولما رفضت أصرّوا عليّ أن أقرأ لهم، لأنهم تدربوا في المدرسة أن معلمتهم تقرأ لهم من الكتاب. لم تعد القيمة للشخص بل للمصدر، الكتاب يمثل لديهم مصدرًا معرفيًا والشخص مجرد ناقل. وهذا جانب إيجابي يجعلهم يتخلصون من سلطة الأشخاص التي يقع البعض ضحية لها، لكن حدود الخيال التي يطوف من خلالها الطفل تظل محصورة في الحدود المرسومة له. ففي نتيجة لمسابقة في الرسم لمجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 6 -10 سنوات، لوحظ غلبة الصور غير الواقعية التي تمثل الأشخاص والكائنات، والواقع أنها مأخوذة من محتوى خيال الأطفال الذي شكلته الأفلام والرسومات.
وإذا كان خيال طفل اليوم أكثر زخمًا في محتواه، فما مستوى الحدود التي يدور فيها خياله، ومامستوى الحرية التي يطوف من خلالها في العوالم، وهل لخيال الأطفال اليوم خصوصية تميزهم عن بعضهم حتى وإن تغيرت لغاتهم وجنسياتهم؟ هذه الأسئلة مهمة لأنها تكشف لنا عن مقدار من التشابه في خيال جيل المستقبل، وهو تشابه، إن تحقق بسبب المشاركة في عناصر الخيال بين أطفال العالم، فربما تنمحي المعالم الخاصة بالبيئة والمحيط الثقافي من الخيال ويصبح أطفال العالم أكثر تقاربًا وتفاهمًا من جهة، ولكن، من جهة أخرى، فإن تمايزهم عن بعضهم البعض في الرؤية والإبداع ربما يتّجه إلى جوانب أخرى لانعلم عنها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.