اعتاد أكثر الناس على غسل الفاكهة والخضار التي يشترونها من السوق المحلّي ، ويحرصون على هذا وهذا جيّد بل واجب صحي تنصح بممارسته دوائر الغذاء والصحة في العالم لكنهم كما لاحظتُ – ومتأكد أن غيري لاحظ – لا يهتمون أبداً بغسل أعالي علب المرطبات والأغذية المعلبة بالصفيح قبل فتحها وإعدادها أو تقديمها للأكل الآدميّ . تلك العلب التي تُعرض في الأسواق المركزية والبقالات لم تأت من المصانع ، جاءت من مستودعات ، لا نعلم ماهو أسلوب التخزين وطريقة التأكد من عدم وجود قوارض (فئران مثلا) أو حشرات زاحفة تترك مخلفاتها على سطوح العلب . وثبت أن مخلفات الفئران تتحول مع مرور الزمن والحرارة إلى بودرة قاتلة ، تلتصق بالصفيح ، وتتجاوزها عين الإنسان أو يده . وعند فتح العلبة -شرابا أو طعاما- تجد تلك المساحيق أو -البودرة- طريقا إلى محتويات العلبة ، التي يتناولها الإنسان – عادة – من العلبة وليس بواسطة الأنبوبة البلاستيكية . وبالأخص الأطفال حالات وفيات غامضة في الغرب ثبت بعد التشريح أن المتوفى يعمل في مستودعات أطعمة ومشروبات . وأن تلك المستودعات ترتع فيها جرذان هوايتها ( بعد الشبعة) شق الكراتين والتغوّط على سطوح المعلبات . في تفتيشات ميدانية في كبار مدننا تبيّن أن بعض المخازن تقع في مناطق سكنية أو في مناطق صناعية كما تبين وجود طفح مجاري حوّل بعضا منها وهذا مخالف للائحة الاشتراطات الصحية لمستودعات المواد الغذائية ووسائل نقلها. كما وجد أن كثيرا من المخازن ليس لديها تصريح نظامي كما وجد بعض المخازن لديه تصريح منتهي الصلاحية، وهذه مخالفات أساسية تدل على عدم فعالية الرقابة الرسمية .ويجب أن لا نتجاهل وجود عدد من المخازن المصرح لها ليس لديها دفتر تفتيش صحي وهذا يدل على أنه لم يسبق التفتيش عليها من قبل. وكان من أكثر المخالفات ما يعلق بأرضية المخزن أو المستودع . فالتخزين العلمي الصحي يتطلب اعتماد مواصفات خاصة لأرضية المستودع . وحماية التربة بطبقة عريضة من مواد معترف بها دوليا ، لا تسمح للقوارض بالتواجد والتوالد . يُُنصح المستهلك بغسل كل علبة طعام أو شراب قبل إفراغها في جوفه ودمه .