وصف مختصون مخازن للأغذية في المنطقة الشرقية، بأنها تفتقر لمعايير واشتراطات تخزين الغذاء، وأن درجة الحرارة تصل في بعضها إلى خمسين درجة مئوية في الصيف، مع نسبة عالية في الرطوبة، مشيرين إلى أنّ إهمال الاشتراطات من المسؤولين عن المخازن، يزداد رغم تشديد وزارة الشؤون البلدية والقروية، وأنّ بعض المخازن تستعيض عن التكييف باستخدام شفاطات الهواء. ويتخوف مواطنون من آثار التخزين السيئ على صحتهم وصحة أبنائهم، يقول ماجد علي «صحة أطفالي، قبل كل شيء، يهمني أن تلتزم المخازن التي تورد الأغذية والمشروبات للبقالات والمراكز الكبيرة، بظروف السلامة الملائمة، فنحن نشتري منها احتياجاتنا بشكل يومي». وتساءل بتخوّف من وجود علاقة بين التخزين السيئ ومعاناته وأسرته بالتسمم الغذائي الميكروبي سنوياً. وتساءل عادل أحمد عن دور البلدية وغيرها من الجهات الرقابية، ومسؤوليتها في تطبيق اللوائح والأنظمة، وإلزام جميع المراكز بها، وفرض غرامات على الجهة المخالفة، وأضاف «صحة الناس لا تحتمل التهاون». شروط السلامة يقول اختصاصي التغذية في مستشفى الجبيل العام، علي مطر، إن الشركات والمصانع المنتجة للمواد الغذائية المعلبة، أو المشروبات كالعصائر، والحليب طويل الأجل، ومعجون الطماطم، وغيرها، تشترط درجة حرارة تخزين بين 25 – 30 درجة مئوية، ، ودرجة رطوبة ما بين 30-40 رغم احتوائها على مواد حافظة. وغالباً ما تكون هذه النسب مسجلة على العبوات نفسها. وأشار مطر إلى أنّ عدم توفر هذه الشروط، يجعل بيئة التخزين ملائمة للتعفن والتسوس، الأمر الذي يؤدي إلى مشكلات صحية، أقلها الحساسية. وشدد مطر على خطورة تعريض المواد الغذائيّة لأشعة الشمس، أو الهواء، أثناء تنقلها لمسافات طويلة بين المدن. الأمراض والغذاء الملوث بدوره بيّن استشاري التغذية العلاجية، نائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية سابقاً، الدكتور خالد المدني، أهمية برودة المكان الذي تحفظ فيه المواد الغذائية المعلبة، سواء كان ذلك في المنزل، أو في المخازن الكبيرة. وأشار إلى أن 40 % من المجموع الكلي للأمراض المعدية تنقل بواسطة الغذاء الملوث بالميكروبات. وأضاف المدني «التقارير تبيّن أن 1.8 مليون من الأطفال توفوا في البلدان النامية عام 1998م، نتيجة لأمراض الإسهال، التي عادة ما تكون أعراضاً واضحة للإصابة بأمراض ذات علاقة بالغذاء. ويوضح أن أخطر الأمراض هي تلك التي تسببها الفيروسات، كنتيجة مباشرة لعدم العناية بسلامة الأغذية أثناء تداولها، في النقل والتخزين والتسويق، الأمر الذي يؤثر على جودتها. خطر البلاستيك ويثير الدكتور المدني مسألة أخرى مهمة، هي التأثير التراكمي لارتفاع درجة الحرارة في المادة الغذائية والسوائل المحفوظة في علب بلاستيكية، حيث يؤدي ذلك إلى حدوث تفاعل بدرجة معينة بينهما يتسبب في أمراض مزمنة غير معدية تشكل خطورة على صحة الإنسان، كأمراض القلب، والفشل الكلوي، والسرطان. وهنا تدخل جودة المادة البلاستيكية المستخدمة كعامل آخر محدد لدرجة الخطورة. الرقابة الصحيّة من جانبه قال مدير عام العلاقات العامة والإعلام في أمانة الشرقية، محمد الصفيان «وضعت وزارة الشؤون البلدية والقروية، لائحة اشتراطات تلزم أصحاب المستودعات بتخزين جميع أنواع المواد الغذائية في درجة الحرارة المناسبة لها». وشدد الصفيان على دور الرقابة الصحيّة الفعال للتأكد من أن أجهزة التبريد والتجميد تعمل بكفاءة عالية ومستمرة، مع التأكد من توافر البديل في حالة العطل، وأن جميع المواد الغذائية، سواء المبردة، أو المجمدة، محتفظة بخواصها الطبيعية. وأشار إلى أنّ المراقب الصحي مجهّز بترمومتر لقياس درجة الحرارة، وأدوات لأخذ العينات، أثناء قيامه بالتفتيش الصحي على المخازن. وأشار إلى أنّ البلدية ملتزمة بمراقبة وسائل نقل المواد الغذائية، والتأكد من توفر المعايير الصحية. 40% من الأمراض المعدية بسبب الغذاء الملوث