سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السديري: الخليج في حاجة إعلام قوي بإمكاناته البشرية والمهنية للمحافظة على الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية في محاضرة «الإعلام الخليجي والتميز» بمركز الشيخ إبراهيم آل خليفة في المنامة
دعا الزميل تركي بن عبدالله السديري رئيس اتحاد الصحافة الخليجية ورئيس تحرير «الرياض» ، الى ضرورة تطوير الإعلام الخليجي ليصل الى مستوى من الوعي والقدرة على تنمية الوعي الاجتماعي وحماية منطقة الخليج العربي من اي تهديدات محتملة مستقبلا، لاسيما وان هذه المنطقة «مستهدفة اكثر من اي مكان آخر في هذا التوقيت بالذات بشكل مخيف» على حد قوله. أهمية تغيير مجالس إدارات المؤسسات الإعلامية الخليجية والعربية ووصف الاستاذ السديري ثورات الربيع العربي ب «الصيف العربي» في أكثر من 5 دول عربية حيث خسرت الكثير من قدراتها اجتماعيا واقتصاديا واعلاميا. وأكد الاستاذ السديري خلال محاضرة نظمها مركز الشيخ ابراهيم آل خليفة للثقافة والبحوث في المحرق بمملكة البحرين مساء أمس الأول حملت عنوان «الاعلام الخليجي والتميز»، بحضور وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي آل خليفة, وعدد من رؤساء تحرير الصحف والإعلاميين والمثقفين , حاجة الخليج الى اعلام قوي بامكاناته البشرية والمهنية للمحافظة على ما تم انجازه من ازدهار اقتصادي واجتماعي وخلق فرص عمل نوعية وتطوير متلاحق خلال عقود. وذكر الاستاذ السديري: «هنالك تطوير خليجي يفوق نظيره العربي ويتلاحق كل 10 سنوات بتقدم جديد، ولا يمكن ان نحافظ على ذلك الازدهار الخليجي ما لم يوجد هنالك اعلام خليجي في مستوى من الوعي والقدرة على تطوير الوعي الاجتماعي». وأضاف ان مستوى الوعي مازال «المشكلة رقم واحد» بالمجتمعات العربية مع انتشار مفاهيم اجتماعية خاطئة، ضاربا مثلاً الفئات المنغلقة ممن يسمون «المحتسبين» بالسعودية، مجددا تأكيده اهمية تطوير الاعلام ليكون قادرا على تصحيح المفاهيم وزيادة الوعي لدحض اي محاولات للتشكيك وتعزيز كفاءة المواجهة لدى الصحف ووسائل الاعلام المختلفة. كل سنتين بصورة إلزامية لاستيعاب عناصر إعلامية قادرة على التطوير واستطرد قائلاً: «يجب ان يكون هنالك اعلام يستطيع التدخل بممارسات واعية لتصحيح المفاهيم الخاطئة بعيدا عن الدخول بخصومات تؤدي الى مساوئ اكبر. وفي ظل تضارب المفاهيم الاجتماعية، يفترض أن يكون هنالك صحافة واعية لارشاد المجتمع الى منطق المفاهيم الصحيحة والسليمة , الوضع ليس من السهل تنفيذه ما لم يكن هناك وجه اجتماعي عام يدرك ما هو خطأ وصواب وهو ما لم يحدث». وتابع «في عالمنا العربي انتشرت مفاهيم قبل نصف قرن تركزت على البحث عن الحرية والديمقراطية، ولكن الطرح الاجتماعي لم يسمح بفتح ابواب جديدة لممارسات أدت أحياناً الى تنشيط بعض المشاكل الاجتماعية او الخلافات، فيما كانت نسبة الخلل في عالمنا الخليجي قليلة جدا بهذا الشأن». ويرى الاستاذ السديري أن المشكلة تكمن في كيفية الوصول الى توحيد الرأي العام الاجتماعي بحيث يحدد الخصوصية والامتيازات، مضيفا: «نريد ان نصل بالخليج الى مرحلة من التعاون وتوحيد الرؤى بأي صيغة قد يصل اليها الاتحاد الخليجي المرتقب. ما نتمناه الآن هو ان يشعر كل انسان انه مواطن مشترك مع الآخر الخليجي». الشيخة مي تكرم السديري «البحرين» البلد العربي المميز خليجياً دون شك وأردف الاستاذ السديري: «عالمنا الخليجي لم يدخل بأي مرحلة سلبية، وهو مؤهل بإمكاناته الخاصة وبقدراته أن يوجد توحدا اجتماعيا بأي صيغة او كيفية أردنا الوصول اليها. المهم في الأمر أن يكون هناك استفادة من التميز الخليجي بالاوقات الحالية وان لا يصل الى اي انحدار او تراجع». وأكد الاستاذ السديري أن المجموع الخليجي يملك كل قدرات التطوير والتميز وبإمكانه ان يلتحق بالمجموع الاوروبي بالتميز رغم حداثة عصره الذي لا يتجاوز العشرين او الثلاثين سنة بوجود قدرات صناعية واقتصادية واجتماعية. وزاد قائلاً: «لقد وجد التجمع الاوروبي لحماية شعوبه رغم تباعد الكثير من الاراء والمعتقدات في اوروبا وأصبح الاتحاد الاوروبي قصة نجاح، فمن الصعب جدا أن تجد في الجانب الاوروبي أية تجاوزات من شأنها ان تسيء الى المجتمع او تؤدي الى نزاعات دامية بالمجتمع والسبب تقدم الوعي وتطوره عبر سنوات طويلة. وهذا ما نريد الوصول اليه بعالمنا العربي». واضاف: «إن ترويج ذلك كله لن يتأتى الا بتوفير قدرات اعلامية بحيث لا تؤدي اداء وظيفيا عاديا، بل هي مهمة وطنية حساسة للغاية لتدعيم المجموع الخليجي بهذه المرحلة». وذكر السديري أن الاعلام يمثل القوة الاجتماعية التي تستطيع ان تتواكب مع اهمية القدرة العسكرية في اي دولة، بحيث يجب أن تتطور وسائل الاعلام مع تطور القوة الدفاعية. واقترح السديري تغيير مجالس ادارات الصحف والمؤسسات الاعلامية الخليجية والعربية كل سنتين بصورة إلزامية وذلك من أجل استيعاب عناصر اعلامية وصحافية اخرى قادرة على التطوير والتميز. ضرورة تطوير الإعلام الخليجي لتحقيق تنمية الوعي الاجتماعي لحماية دول الخليج من أي تهديدات وقد وصف الاستاذ السديري البحرين في بداية المحاضرة بأنها «البلد العربي المميز خليجيا دون شك في علاقاته وتمكينه الحضاري» مشيدا في نفس الوقت بمستوى التطور الذي وصل اليه الاعلام البحريني وتميز تعاطيه مع الشؤون المحلية والخليجية. وفي استعراضه لتاريخ الصحافة العربية وتعاملها مع المفاهيم الاجتماعية، قال الاستاذ السديري إن الصحافة العربية اختلفت كثيرا عما كانت عليه عند تأسيسها في الماضي البعيد، ففي السابق كان العمل الأدبي يتصدر الصفحات الاولى ولم يكن هناك طرح لمناقشة الاوضاع الاجتماعية ومعالجتها. بعدها حدث تغيير كبير جدا في مستوى الطرح ليصل الى درجة تغيير ملكيات الصحف من ملكيات فردية الى مؤسسات وشركات تملك امكانات مالية كبيرة تساعدها على البقاء. ويرى الاستاذ السديري أن الصحافة العربية مارست بعض الأخطاء في السابق كان أبرزها اطلاق اسم «نكسة» على حرب العرب ضد اسرائيل في العام 1967 لتبدو وكأنها عملية عسكرية صغيرة جدا، في حين انها كانت أكبر هزيمة تلحق بالعالم العربي على مدى 500 عام. وكانت اسرائيل قبل الحرب تتمنى ان تصل لأي تفاهم وسلام دائم مع العرب، ولكن الحرب جعلت اسرائيل تعطي ظهرها لكل الحوارات العربية ولم تدخل لأي معاهدة سلام وافقدت الفلسطيني ارضه ومكانته الاجتماعية. وعن الاتحادات الخليجية والعربية الصحافية، كشف الاستاذ السديري عن عدم وجود تفاهم مشترك بين هذه الكيانات ولا أثر لأي تعاون، لافتا الى ان عملها يقتصر فقط على عقد الاجتماعات السنوية، مطالبا بضرورة تعزيز اوجه التعاون بين مختلف فئات الصحافيين وكياناتهم الاعلامية. وفي ختام المحاضرة قدمت وزيرة الثقافة والتراث البحرينية الشيخة مي آل خليفة درع تكريم للأستاذ تركي السديري. مجموعة من المثقفين والإعلاميين في المحاضرة