عرف الإنسان البقول كطعام منذ عصور موغلة في القدم، فقد احتلت البقول المرتبة الثانية بعد الحبوب في توفير البروتينات والسعرات الحرارية لشعوب العالم فهناك تقريبا 13 ألف نوع من البقول في العالم. وعند مقارنة كمية من البقول بنفس الكمية من الحبوب وجد أن البقول توفر ذات الكمية من السعرات الحرارية ولكن محتوى البقول من البروتينات يزيد مرتين إلى أربع مرات عن محتوى الحبوب منها. وفي الماضي كان يُنظر إلى البقول على أنها لحوم الفقراء، اما اليوم فيجب اعادة الاعتبار لها على أنها لحوم الأصحاء ! فالاطباء يوصون المرضى بالتقليل من اللحوم وتناول المزيد من البقول لأن للبقول فوائد صحية حيث تساعد على تخفيض الكوليسترول وعلى تحسين مستويات السكر في الدم لمن يعانون من مرض السكري، كما يساعد تناولها على التقليل من احتمالات الإصابة بأنواع من السرطانات. والبقول التي منها الأنواع المتعددة من الفول والعدس والحمص والترمس وبذور الفاصولياء واللوبياء والماش تحتوي على عناصر غذائية عديدة وتشكل مع الحبوب بروتينات كاملة. كما تحتوي البقول غامقة اللون على تركيزات عالية من مضادات الأكسدة. ونظرا لتوفرها ورخص ثمنها اعتمدت عليها شعوب العالم كمصادر ممتازة لتوفير البروتينات والنشويات المركبة والألياف. وبالإضافة إلى ذلك تعتبر البقول مصادر مهمة لحمض الفوليك وللحديد وللفسفور وللمنغنيز والمغنيزيوم والبوتاسيوم. وأكثر مميزات البقول التي لفتت الأنظار إليها مؤخرا هي غناها بالألياف التي تساعد على تخفيض مستويات الكوليسترول والتحكم بمستويات السكر في الدم في مقابل قلة الدهون فيها حيث لا يتجاوز محتوى معظمها من الدهون 1-2% من وزنها. ولذا تعتبر الدهون غذاء مناسبا لصحة القلب ليس فقط بسبب محتواها العالي من الألياف ولكن أيضا بسبب غناها بمضادات الأكسدة وحمض الفوليك وفيتامين ب6 والمغنيزيوم لأنها تساعد على خفض مستويات الحمض الأميني هوموسيستين homocysteine لأن ارتفاع مستواه في الدم يعتبر عامل خطورة مستقل يزيد من احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية أو أمراض الشرايين حيث وُجد أن 20 إلى 40 % من المصابين بأمراض القلب لديهم مستويات عالية منه. وللحديث صلة