مازال "عبدالكريم الفهد" أب لأربعة أبناء وزوجة يشعر بالألم النفسي الكبير حينما يدخل شقته التي أستأجرها بأكثر من 22 ألف في السنة، وتحديداً حينما يجد بأنه مع أسرته - بحكم ارتفاع أسعار إيجار الشقق - يسكن في شقة صغيرة جداً لا تكفي لحياة جيدة لزوجين فقط، فكيف حينما يتعلق الأمر بمعيشة ستة أشخاص؟. وعلى الرغم من محاولات "عبدالكريم" أن يجد شقة بمساحة أكبر من شقته التي يصفها بأنها بحجم "عش العصفور"، إلاّ أنه يجد أن العقار مرتفع جداً، وأن صاحب العقار يستغل رفع إيجار الشقة حينما تزيد غرفة واحدة حتى وإن كانت صغيرة، فشقته تتكون من غرفتين صغيرتين وغرفة جلوس ومطبخ صغير جداً لا يكفي لدخول شخصين فيه، وحمّام، ومساحة الغرف بها لاتتجاوز (3 في4)، وهناك غرف مساحتها أصغر، حتى أنه استغنى عن شراء أسّرة لأبنائه نظراً؛ لأنها قد تأخذ حجماً في المكان؛ فقرر أن ينام أطفاله على الأرض توفيراً للمكان. وتفاجئ مع كل ذلك أن صاحب العقار يرفع عليه الإيجار؛ بحجة ارتفاع الأسعار، وأنه يسكن في الدور الثاني؛ فإذا أراد ذات السعر عليه أن ينتقل للدور الرابع، مع عدم توفر "مصعد" في العمارة، حتى قرّر "عبد الكريم" أن يبحث عن شقة بمساحة أكبر بإيجار أنسب، لكنه وجد نفسه عالقاً في جشع بعض المكاتب العقارية وملاك العقار الذين يبنون شققاً بمساحات صغيرة حتى يستفيدوا من عدد الشقق في العمارة الواحدة بتأجيرها بمبلغ كبير دون الاهتمام بالمساحة. وطالب "عبد الكريم" أن يكون هناك مواصفات محددة من قبل الجهات المعنية في بناء الشقق على أن تراعي حق المستأجر في الحصول على مساحات مناسبة وبخدمات جيدة، مع إجبار كل مالك للعقار بتوفير مصاعد ومكان للسيارات مع تحديد سقف الإيجار المدفوع من قبل المستأجر بحسب مواصفات كل شقة.