حنين إلى الماضي يخالج النفس عندما نحس بقسوة الحاضر نلتفت في الجهات الأربع نبحث عن البساطة والطيبة وصفاء الروح في زوايا الأمكنة المعتمة لقد مر زمن طويل على الماضي الجميل نجده في الأجداد في ذكريات بيوت الطين في الشوارع الضيقة في المزارع المجاورة للقرية نسأل من عاش تلك الحقبة لماذا انتم حياتكم جميلة ؟ ولماذا حياتنا معقدة وصعبة ومتعبة ؟ تنامون مبكرا والبال خالٍ ، تفرحون عندما تشرق الشمس مع فرحة العصافير يمر اليوم والتالي أجمل ، كم انتم سعداء مرت الحياة ببساطة ورحل الكبار بجمالهم وروعة حياتهم، ويمر الزمن علينا نحن التعساء، كنا نتوهم بالسعادة وسط الرفاهية، كنا نتصنع السعادة ولسنا صادقين لقد تعقدنا كثيرا من الداخل وتفككنا ورحل كل منا في طريق نبحث عن ما ننافس به الغير ونصبح في درجة نكون الأفضل من فلان. الذي رحل عنا للتو عاد وقد بان في وجهه الشحوب وعلامات الركض السريع خلف الثراء السريع بأي طريقة كانت . وتكبر المصيبة عندما نفشل ونبحث عن الزوايا المظلمة. نجلس بها حتى لا يشمت بنا الآخرون هذا المكان المظلم نراقب منه الآخرون ونرصد حتى نجد الفرصة للخروج بعد ان يمر الزمن القاسي. ووسط هذه الحروب النفسية نبحث عن السعادة ونبحث عن الماضي نجده بعد جملة ( أول كان الناس ) ثم نبدأ بذكر ذلك الجمال والصفاء في الطفولة والشباب عندما كانت الحياة بسيطة والنفوس صافية . لقد أنهكنا الركض وأمرضنا نبحث عن متكأ حول اهل الصفاء والنوايا الطيبة لا نجدهم لقد رحلوا. القادمون يركضون مثلنا من جديد وبعدها يتذكرون أننا أجمل وابسط وهكذا تسير بنا الحياة وتتداولها الأجيال التي لم يدرك البعض منهم مع الركض في جميع الاتجاهات أن السعادة في الارتباط الوثيق بالله سبحانه وتعالى والعيش على قدر ما نجد والرضاء والقناعة بما يسر لنا : ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد