تستضيف العاصمة البريطانية اليوم الخميس المؤتمر الدولي حول الصومال في محاولة لتوحيد الجهود لمواجهة الخطر الذي تشكله قضية الصومال وتداعياتها الأمنية والسياسية على القرن الأفريقي والعالم والدولة البريطانية. ويشهد المؤتمر مشاركة ممثلين رفيعي المستوى من أكثر من أربعين حكومة، ومنظمات متعددة الاطراف بهدف تقديم سياسة دولية جديدة تجاه الصومال. وسيناقش كيفية اتخاذ خطوة أكثر تداركاً لمعالجة الأسباب الأساسية وآثارها المترتبة على الأزمة في البلاد. الصومال في تدهور مستمر فعلى الرغم من الجهود التي يبذلها الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي والسياسة الدولية تجاه الصومال، فان البلد ما يزال يعاني من أزمة سياسية وانسانية دامت لمدة عشرين عاما. ولكن المجتمع الدولي بعد عشرين عاما من الانزلاق الدائم الى الخلف في الصومال هو الآن في حاجة لتغيير السياسات الدولية المتخذة تجاهها وزعماء الصومال السياسيين على حد سواء. وبعد سبع سنوات من التقدم الضئيل تنتهي الفترة الزمنية للمؤسسات الانتقالية الحالية في مقديشو في أغسطس القادم 2012. وفي هذه الحالة ينوي مؤتمر لندن حول الصومال الاتفاق على وسيلة لمساعدة الحكومة الصومالية الانتقالية لضمان نظام شرعي وممثل فعلياً. محاور المؤتمر يأمل المجتمع الدولي في الاتفاق على سلسلة من الاجراءات العملية في إطار سبعة محاور: أولاً: الامن ويأتي عبرالتمويل المستدام لبعثة الاتحاد الافريقي في الصومال، ودعم الأمن الصومالي وقطاعات العدالة. ثانياً: اتفاق على عملية سياسية على ما يجب أن يحصل بعد انتهاء مدة المؤسسات الانتقالية في مقديشو في اغسطس 2012. وانشاء مجلس للادارة المالية المشتركة. ثالثاً: المحافظة على الاستقرار المحلي من خلال مجموعة دولية منسقة لدعم المناطق الصومالية. رابعاً: الالتزام المتجدد للتصدي بشكل جماعي للتهديد الإرهابي من الصومال. خامساً: اختراق نموذج القرصنة. سادساً: تجديد التزام المجتمع الدولي للتصدي للأزمة الإنسانية في الصومال. سابعاً: الاتفاق بشأن التعامل الدولي حول قضايا الصومال. بانوراما الأزمة الصومالية منذ انهيار السلطة المركزية في عام 1991، عقد حوالي عشرين مؤتمراً دولياً حول أزمة الصومال لكنها لم تحقق إلا القليل جداً من النجاح. فلماذا يعقد الأمل على هذا المؤتمر؟. في المقام الأول، يرى المحللون السياسيون بأنه على عكس معظم المؤتمرات التي عقدت حول الصومال، فإن هذا المؤتمر لن يفرز المشاكل السياسية الداخلية للصومال. إذ إنه يعقد ليوم واحد فقط وبمشاركة المسؤولين الأكثر قوة في العالم في محاولة تنسيق برنامج دولي تجاه الصومال. أما ثانياً فإن القيادات البريطانية بذلت جهداً جباراً في التواصل مع جميع شرائح المجتمع الصومالية المحلية منها والخارجية. وقد أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ " ... الآن هو الوقت الأنسب لمحاولة الوصول الى سياسة جديدة في مساعدة الصومال " بسبب وجود ما وصفه "بصيص أمل" في البلاد. وتشمل "تحرير مقديشو" من قبل قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي، ونجاح سياسة مكافحة الإرهاب التي مارست ضغوطاً على حركة الشباب، والتقدم في اختراق القرصنة. لماذا الآن؟ الصومال يشكل خطرا ملحوظا على الأمن الدولي كقاعدة للارهابيين والقراصنة. وهذا البلد في القرن الأفريقي يشهد حرباً أهلية مزمنة ومدمرة ويفتقر الى حكومة فعلية منذ 1991.