رفضت حركة "النهضة" الاتهامات التي وجهها إليها الناطق الرسمي للاتحاد العام التونسي للشغل حول قيام منتسبين للحركة باعتداءات على مقرات المنظمة الشغيلة واعتبرت النهضة أن هذا الاتهام هو "افتراء وتضليل" وهي من قبيل "التحريض والتجييش " الذي " تقوم به بعض الأطراف في اتحاد الشغل لغايات سياسية مكشوفة". وشددت على أنها "تحتفظ بحقها في تتبع" كل من يوجه إليها "اتهامات مجانية".ويأتي رد النهضة على خلفية البيان الصادر عن المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل والذي ندد فيه بالاعتداءات التي وصفها ب"الآثمة" على مقره المركزي وعدد من المقرات المحلية التابعة له بعدة جهات من البلاد وذلك بوضع القمامة والفضلات المنزلية أمامها أو إتلاف محتوياتها ووثائقها أو محاولة حرقها وذلك على خلفية إضراب أعوان البلديات لمدة أربعة أيام والذي إعتبره الإتحاد إضرابا شرعيا وحقا يكفله الدستور.. ونبه الإتحاد في بيانه إلى خطورة هذا التمادي في التحريض على الاتحاد من قبل "بعض الأطراف في السلطة التي تريد إرساء دكتاتورية جديدة في البلاد على جميع الأصعدة".. معتبرا أن كل محاولات التحريض على النقابيين لا تختلف عن تدخلات النظام البائد وأزلامه وتهدف إلى تركيعه وتحييده عن لعب دوره.. وطالب البيان الحكومة باحترام الاتفاقيات الممضاة بين الاتحاد العام التونسي للشغل بكافة هياكله وبين حكومة الطور الانتقالي وبضرورة الالتزام بها وتطبيقها، مستنكرا الحملة الشرسة ضد ممارسة أعوان البلديات لحقهم الدستوري في ممارسة الإضراب الذي "يبقى حقا نقابيا لا يمكن المساس به". من جهة أخرى أدان عدد من الأحزاب السياسية الاعتداءات على مقرات للاتحاد العام التونسي للشغل على خلفية الإضراب الذي ينفذه الأعوان البلديون لمدة أربعة أيام...حيث استنكر كل من "القطب الديمقراطي الحداثي" و"حزب العمل التونسي" و"حركة التجديد" في بيان مشترك ما أسمته ب"الاعتداء الهمجي" على مقرات الاتحاد معتبرة ذلك من باب السعي إلى "محاصرة الاتحاد وضرب استقلاليته والنيل من الحق النقابي". كما أدان حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات - ثالث أضلاع الترويكا الحاكمة -هذه الممارسات التي قال إنها "لا تشرف تونس ما بعد الثورة " مطالبا السلط المعنية بإجراء بحث للكشف عن الأيادي التي قامت بهذه الأعمال وأكد "التكتل" تضامنه مع قيادة اتحاد الشغل معتبرا المنظمة الشغيلة " من أهم المكاسب التاريخية والوطنية التي يجب الذود عنها...كما دعت حركة الوحدة الشعبية المجلس الوطني التأسيسي إلى عقد جلسة طارئة للتنديد بما وقع وإدانته، ودعت كذلك المنظمة الشغيلة إلى التحلي بالرصانة والهدوء والإنتباه إلى كل ما من شأنه أن يدفع البلاد نحو نفق مظلم...من ناحيتهما أكد حزبا "لعمل الوطني الديمقراطي" و"حركة الوطنيين الديمقراطيين" في بيان مشترك أن هذه الاعتداءات تعد انتهاكا واضحا للحق النقابي ولمبادئ ثورة الحرية والكرامة.. وعودة إلى أساليب قديمة جربها نظام الاستبداد سابقا وفشلت في سلب اتحاد الشغل استقلاليته ونضاليته. و يبدو أن العلاقة بين حركة النهضة " الطرف الحكومي الأكثر فعالية " والإتحاد العام التونسي للشغل - باتت على المحك مما ينبئ بمزيد الشد بينهما خاصة بعد إعلان الإتحاد عن إلغاء اللقاء الذي كان منتظرا بين الحكومة والاتحاد ودعوة هذا الأخير الى عقد هيئة إدارية استثنائية اليوم الخميس وذلك بعد أن دعا أعضاء جامعاته ونقاباته العامة الى ضرورة الحضور المكثف داخل مقرات الاتحاد ومتابعة الوضع عن قرب..