رفض الناخبون اللاتفيون باغلبية كبيرة امكانية جعل الروسية لغة رسمية ثانية في بلدهم. وافادت نتائج نشرتها اللجنة الانتخابية بعد فرز ثمانين بالمئة من مراكز الاقتراع ان 75,79 بالمئة من الناخبين يرفضون اعتبار الروسية لغة رسمية ثانية مقابل 23,91 بالمئة فقط يوافقون على ذلك. وكان مؤيدو الفكرة يأملون في وضع حد للتمييز حيال الناطقين بالروسية. وتشكل الاقلية الناطقة بالروسية التي تتألف خصوصا من مهاجرين روس من الحقبة السوفياتية، ثلث سكان هذا البلد الواقع في البلطيق ويبلغ عدد سكانه مليوني نسمة. وشارك في الاقتراع 69,23 بالمئة من الناخبين وهي نسبة مرتفعة تعكس الاهمية التي يوليها اللاتفيون للاستفتاء. وقال المحلل السياسي في جامعة لاتفيا ايفارز ايابز "انها قضية هوية وطنية لذلك لم يعتبر معظم الناخبين هذه القضية مجرد لعبة سياسية وسجلت نسبة المشاركة الكبيرة". وذكر رافضو الاقتراح خلال الحملة بان السوفيات ارسلوا آلاف اللاتفيين الى معسكرات الاعتقال في سيبيريا وان اللغة الروسية فرضت في الحياة العامة خلال هيمنة موسكو على البلاد لخمسة عقود. واستقلت لاتفيا عن روسيا في 1991 وانضمت في 2004 الى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي. وبعد الاستقلال اضطر المهاجرون الروس في هذا البلد لطلب الجنسية اللاتفية عبر الخضوع لفحص في اللغة اللاتفية حتى لا يصبحوا مجردين من الجنسية. واعتبر لاتفيون كثيرون هذا الاستفتاء محاولة مدعومة من الكرملين لاعادة عقارب الساعة الى الوراء بشأن الاستقلال واعادة لاتفيا العضو في الاتحاد الاوروبي للنفوذ الروسي. ويشيرون ايضا الى الاستخدام الواسع النطاق للغة الروسية في الحياة اليومية. واعتبر سكان كثيرون من الناطقين بالروسية هذا الاستفتاء وسيلة للاحتجاج على اجراءات يقولون انها تتضمن تمييزا في المعاملة ضدهم مثل شرط اجراء اختبارات اللغة والتاريخ اللاتفيين. ويترك الناطقون بالروسية الذين يرفضون اجتياز عملية الحصول على الجنسية بوصفهم "غير مواطنين" لا يملكون حق التصويت او تقلد وظائف في القطاع العام.