كأن العلوم الطبية وعلوم النفس والجمال والشعر والأدب والرسم والتصوير اتفقت دون خلاف أو ( فيتو ) بأن جمال المرأة وجاذبيتها ومكامن الإغراء فيها تكمن في الصدر والأرداف . من هذا جاءت إعلانات كثيرة عن حُقن تكبير الصدر والأرداف ، وحذرت دوائر الغذاء والدواء والصحة من نسوة تطوف بالمنازل لإعطاء حُقن الجمال والدلال، وتكبير الأنف أو تصغيره ، وشد الصدر وتكبير الأرداف . والناس على حق في جانب من الموضوع ومخطئون في الجوانب الأخرى . ففي جانب الصواب كون الأرداف من جمال المرأة ، وقالت عنها أدبيات وروايات الكثير . قال الشاعر محمد العبد الله القاضي ، ضمن قصيدته المشهورة ( القهوة ) : - يمشي برفقٍ خايفٍ مدمج الساق . يفصم حجولٍ ضامها الثقل من فوق . كان القاضي يصف القهوة فلم يمسك نفسه عن وصف المرأة بأنها صاحبة " ثقل " فوق أرجلها . وثمة أمثلة قديمة في منطقتنا تدلّ على أن المرأة تبحث عن مظاهر الافتتان . أمثلة كثيرة منها : فلانة تكبّر ( ... ) بالخرق( سكون الخاء وفتح الراء ) ، أي أنها تُضيف الخرق لتكبر مؤخرتها . ويصح أن أقول إن عمل المرأة قديما هو أجدى .،. ! وأقل مخاطرة من حقن الموضع بمواد كيميائية لا تُعرف مصادرها ولا مؤهل من تقوم بالعمليّة . وتمادت الإعلانات كثيرا فقالت : مركز لجراحات التجميل في مصر هو مركز متخصص في جراحة التجميل بكافة فروعها من جراحة الثدي كذا .تكبير الثدي تكبير الصدر تجميل الثدي تجميل الصدر شد الثدي شد الصدر تصغير الثدي تصغير الصدر رفع الثدي رفع الصدر شد الترهلات شد الجسم شد البطن شد الأرداف شد المؤخرة رفع المؤخرة .. ! . كثرت عيادات ومراكز التجميل، وانتشرت بشكل لافت، وتعددت، حتى إنها اتخذت أسماء وأشكالاً اختلطت فيها المفاهيم وتضاربت المقاصد التي تدور وتحور حول الجمال والتجميل، مستخدمة أعذب العبارات وأرشق النداءات وأمهر وسائل الجذب والاجتذاب لجمهور الناس، ممن يستهويهم ويهمهم الظهور الجمالي لأجسامهم والرونق الرشيق لأبدانهم، والنظرة الجميلة . يحب الناس عملية التغيير للشكل ومظهره، وأصبحت تستنزف مدخرات.