الكثير من القضايا الهامشية تأخذنا إلى طريق متعرج، بل بعضها يصعب أن أسميها قضية، لكنها في النهاية تتحول إلى قضية، وهي كثيرة ولا تتوقف عند حد معين، وآخرها سعد الحارثي حينما رفعه لاعبو الهلال عاليا ابتهاجا بالبطولة الجديدة كأس ولي العهد، وواكب ذلك رسائل نصية عبر قنوات التواصل بمختلف مسمياتها وبصور منوعة، وبالطبع وكما هو معتاد رد المنافسون بعبارات مضادة على مدى عدة أيام، وطالت العدوى بعض الكتاب أو من تفرد لهم مساحة الرأي ويستغلونها بما ليس فيه فائدة للرياضة والمجتمع، بل ضررها أكثر. البعض صاروا يتفننون في التنكيت برسائل متبادلة تتحول إلى شتائم وسب وتنابز بالألقاب، وهكذا ندخل في أنفاق مظلمة تعمق مساحة الحزن وقوة الألم رياضيا ومجتمعيا. بالطبع لن يستطيع أحد التصدي لهذا المد من مختلف الفئات العمرية، ولكننا نشير هنا إلى هذه السلبيات عل وعسى أن يرعوي كل من تسول له نفسه الإيذاء أو التسلية على حساب المجتمع، فضلا عن الخسائر المادية التي تظهر في الفاتورة نهاية الشهر. أما الفرع الثاني من العنوان، فالرسالة هنا أوجهها مباشرة إلى الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب ، مستغربا تباطؤه في التدخل بقرارات حاسمة ودون انتظار تقارير أو لجان أو ما إلى ذلك، فالحالات تتكاثر في مختلف الألعاب ومختلف الفئات السنية وخصوصا كرة القدم التي تبقى دائما تحت المجهر، وما خفي أعظم في مناطق أو ألعاب غير مرئية إعلاميا. أتحدث هنا عن عدم وجود سيارات الإسعاف في بعض المباريات، وينتج عن ذلك مضار صحية وتأكيد لمدى الفوضى واللامسؤولية لمن لهم صلة بتوفير متطلبات المباريات. سؤال قديم يتجدد والمسؤولون من أصغرهم وحتى أكبرهم وأهمهم غير متفاعلين: إلى متى وأنتم نائمون، متكاسلون؟!! والسؤال الذي يطرق مسامعنا كثيرا وخصوصا من أشقاء في الدول المجاورة: أيعقل أن المملكة العربية السعودية بمواردها النفطية الكبيرة غير قادرة على توفير مستلزمات أساسية وضرورية ومهمة وسهلة وميسرة. وسأوجه سؤالا مهما: هل نحن إنسانيون في هذا الجانب؟! من العيب جدا أن نشاهد لاعبا ينقل بسيارة خاصة بسبب غياب سيارة الإسعاف. ومن الضرر صحيا أن ينقل اللاعب بطريقة غير صحية، ونحن نشاهد في الملاعب الأوروبية كيف يحمل اللاعبون ومن يحملهم وكيف ينقلون إلى خارج الملعب لتلقي الإسعاف الأولي، قبل أن ينقل إلى المستشفى المتخصص. ياه..وآه..سيارة خاصة تنقل مصابا قد تتفاقم إصابته بسبب متطوعين..! مؤلم أن يبقى من أكل عليهم الدهر وشرب في مكاتب الرئاسة وفي الملاعب وفي جهات حيوية دون أن يتعلموا ودون أن يخلوا مسؤولياتهم، بينما الإعلام يجوب الملاعب ويتحدث للمختصين ويسهل مهام اللجان، وينور المسؤولين ..ولا حياة لمن تنادي. العديد من الأندية تتطور وتصرف كثيرا وتتجاوب مع الانتقادات، بينما في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، مازلنا نأمل ونرجو ونقرأ ونسمع ..ويادوب ينفذ قرار أو خطة عمل.. وهنا أيضا نأمل أن يكون التجاوب أقوى ويشرع باب التفاؤل لما هو أفضل.