غالباً ما يُشار إلى أن الصقيع هو الثلج المحمول بالرياح، وهو من الهطولات على شكل بلورات دقيقة تحدث في الفصل البارد، لكنها لا تحدث في كل دول العالم، والصقيع ظاهرة طبيعية مناخية تختلف عن الثلج وهي أكثر انتشارا في العالم، والصقيع هو تحول بخار الماء إلى بلورات ثلجية عندما تنخفض درجة الحرارة إلى تحت الصفر، والثلج هو بلورات رقيقة متطايرة مختلفة الأشكال وخفيفة الوزن، بينما الجليد ثلج مرت عليه رياح فتصلب ليكون جليداً، حيث تحول من الهشاشة إلى الصلابة، وهو الحالة الصلبة المتبلورة عبر الفلزية لمادة قد تكون سائلة أو غازية في درجة حرارة الغرفة، كما أنه شكل ترسيبي يتكون من كتل من بلورات جليدية صغيرة تنمو هذه البلورات معا من بخار الماء في السحب الباردة لتكون الندف الثلجية عند اصطدامها، وتتماسك مع بعضها البعض. طيور «الحبارى» هربت من الشتاء الروسي القارس .. والصقيع يلاحقها في ملاذها الخليجي الدافىء ما ميز هذا الموسم الشتوي في بلادنا الغزو الأبيض بمختلف أشكاله وتجلياته لصحرائنا الذهبية وبيئتنا التي ما اعتادت على مثل هذا المشهد الجديد والمفاجئ لها ولنا، على اعتبار ان منطقة الخليج العربي بعيدة عن المناطق المعرضة للصقيع والثلج والجليد، حيث تقع دول الخليج العربي بين درجتي عرض 23 و 51 شمال خط الاستواء، كما ان مدار السرطان يقطع بعض دول الخليج، وهي المعروفة تاريخياً وشعبياً بكونها "مشتى الحبارى"، ذلك الطائر المحبب كطريدة للصقر والصقار، وتأتي الحبارى في فصل الشتاء البارد من روسيا ومختلف الدول الاوروبية الباردة تحتمي بالدفء العربي في منطقة الخليج، لكنها تقع تحت شهية الصقر والصقار في المنطقة مما يوقعها في خطر أشد فتكاً من الصقيع، أضيف إليه هذه الموسم خطراً آخر هو مطاردة صقيع بلادها الأصلية التي هربت منها ليحوم فوق ملاذها الآمن الدافئ في المنطقة. بساط ابيض على مساحات شاسعة في الجزائر ومن المعروف ان منطقتنا في معزل عن المشهد الأبيض، لكنه وصل إلى الدول والمناطق الخليجية، خصوصاً تبوك في المملكة، ورأس الخيمة في دولة الإمارات التي بدأت التعليقات الساخرة تنطلق منها مثل "راح عزك يا لبنان"، و "نريد الانضمام للاتحاد الأوروبي"، وقال احدهم ساخراً: شوهد دب قطبي صغير على جبال رأس الخيمة، على الرغم من أن هناك جفافاً في الخليج العربي وشحاً في الأمطار منذ عدة سنوات، إلا اننا فوجئنا بثلوج وصقيع هذا العام، نظراً لتغيرات مناخية على المستوى العالمي، حيث فجأة غزت الثلوج وما صاحبها من تجمد وصقيع مختلف بلادنا العربية غير المعتادة على مثل هذا المشهد الشتوي، وقد اكتست الصحراء باللون الأبيض بدلاً عن اللون الأصفر التقليدي او الأخضر الزراعي، فهكذا كانت تبوك والمناطق الشمالية في المملكة، حيث ازدانت بالأبيض الذي لا تعرفه المنطقة عموماً إلا في حالات نادرة جداً، لكنه كان منظرا ممتعا ويسر الناظرين، وهذا اللون الأبيض الذي ساد المنطقة، وهذا الثلج والجليد والصقيع الذي حل ضيفاً طارئاً على المنطقة، وصلنا بلا استئذان أو سابق إنذار ومن دون الدب القطبي. وغالباً ما يتردد قول مأثور عن الثلوج في بلادنا العربية، تشير إلى أنه "لا ينوبنا من الثلج إلا برودته" في حين بعض المناطق العربية القليلة تستمتع بالثلج كما هو الحال في لبنان وكافة الدول والمدن الأوروبية، وعادة ما يكون الثلج أكثر فائدة من المطر كونه قادرا على تخزين المياه في التربة، عدا عن منظره الأبيض الجميل والجذاب والمغري للعب، لكنه يترافق مع تعطل حركة السير والمرور بسبب التراكم الثلجي، والبرد وما يتبعه من مشكلات صحية عرضية طارئة. الثلوج البيضاء تغطي الرمال الحمراء في رأس الخيمة ما يستحق الذكر أن موجة الصقيع التي تضرب اوروبا انتقلت الى منطقة شمال افريقيا، حيث شهدت الجزائر طقسا قاسيا عجزت السلطات عن مواجهته، ما اثار انتقادات الصحافة، وتسببت الاحوال الجوية السيئة في الجزائر بمصرع 44 شخصا خلال اسبوع، 30 منهم في حوادث سير و14 اختناقا بالغاز، كما افادت الاذاعة الجزائرية. واوضحت الاذاعة انها وضعت الحصيلة انطلاقا من الارقام التي اعلنتها الحماية المدنية. وادت موجة الصقيع في اوروبا الى مقتل 500 شخص منذ عشرة ايام، وبعد تبدد الامل بتحسن الطقس، صعّدت الصحافة الجزائرية انتقاداتها لعدم اتخاذ السلطات الاحتياطات اللازمة لمساعدة السكان المعزولين في قراهم بلا كهرباء ولا غاز للتدفئة ولا مؤونة. سيارة تشق طريقها بين الثلوج في تبوك