صرح الرئيس العام للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الأستاذ محمد الشريف أن الواسطة غير الحميدة هي نوع من أنواع الفساد، وهذا التصريح جعل البعض يسأل ما الفرق بين الواسطة الحميدة والواسطة غير الحميدة؟ الفرق بين الواسطة الحميدة وغير الحميدة هو أن الواسطة الحميدة تكون لإنهاء الإجراءات في أي جهة حكومية أو خاصة بطريقة سريعة من دون تجاوز للنظام أنما تجاوز للوقت والعناء الناتج من الأنظمة التقليدية مثال راجعنا بكرة أو الانتظار وقت طويل في الطابور أو إجراءات تقديم اعتراض.. الخ، ولعل هذه الواسطة الحميدة أن تنتهي بتطبيق التعاملات الالكترونية في كافة التعاملات التي يحتاج لها المواطنون. أما الواسطة غير الحميدة فهي التي يكون بها تجاوز للأنظمة ومخالفة صريحة للنظام، وهي في أغلب الأحيان تكون مدعومة برشوة وبالتالي فهي فساد يجب محاربته بكل الوسائل والطرق، وذلك لما ينتج عنه من فساد واضح للجميع . تصريح الأستاذ الشريف يدفع الأمل والتفاؤل في نفوس جميع السعوديين عندما يعلن أن الهيئة قادمة لمكافحة الواسطة غير الحميدة بالإضافة إلى أعمالها الأخرى، لكن مكافحة الواسطة غير الحميدة يحتاج إلى متابعة إدارية وميدانية حتى نستطيع ضبطها ومن بعد ذلك محاسبة المرتكبين لها، وهي في الحقيقة تحتاج إلى وقت طويل وعمل مكثف والسعوديون يريدون أن يلمسوا عمل الهيئة في مكافحة الفساد بشكل أسرع حتى يتحقق جزء من الأحلام المعلقة على الهيئة. من وجهة نظري الشخصية أرى أن التحقيق في القضايا الفساد المالي أفضل في الوقت الراهن وذلك لأنها لا تستغرق الكثير من الوقت والعمل مثل القضايا الفساد الإدارية، فالقضايا المالية مثبتة على الورق لكن تحتاج إلى تدقيق ومن بعد ذلك متابعة المصروفات ومقارنة بما تم انجازه وكذلك تكلفته الحقيقة. أما القضايا الفساد الإداري فهي شائكة نوعاً ما، وتحتاج إلى جولات ميدانية ومتابعة وتقصي وغيره من الإجراءات، لكن لا يعني ذلك أن الفساد الإداري لا يحتاج إلى رقابة ومتابعة بل أي نوع من أنواع الفساد يحتاج إلى مكافحة للقضاء عليه، لكن ما اقصد هو أن نقدم الأوليات والأسهل من حيث الكشف والمتابعة قبل الأصعب والشائكة من القضايا التي تستغرق الكثير من العمل والوقت، والهدف من ذلك هو تقليل حجم الفساد المنتشر في البلد. أتمنى التوفيق لهيئة مكافحة الفساد وللقائمين عليها، فهم بمثابة طوق النجاة لمستقبل الوطن وأبنائه بعد الله، فالقيادة والحكومة السعودية لم تبخل في البذل لبناء وتطوير هذا الوطن.